هل سمع الجن القرآن بعد رجوع النبي من الطائف؟

حيّاك الله السائل الكريم، وأعانك الله على دوام قراءة القرآن وتعلّمه، أما بالنسبة لسؤالكَ، ففي السنة العاشرة للبعثة ذهب النّبي -صلّى الله عليه وسلم- إلى الطائف يدعو ثقيف وزعمائها للإيمان بالله؛ وليعرض عليهم رسالته، ويطلب منهم النّصرة، بعد أن تمادت قريش في أذيّتها للنبي -صلّى الله عليه وسلم- والمسلمين عقب وفاة عمّه أبي طالب.

لكنهم استهزؤوا بما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم-، وجعلوا عبيدهم وسفهائهم يسبّوا النّبي -صلّى الله عليه وسلم-، ويرموه بالحجارة؛ فلجأ النّبي -صلّى الله عليه وسلم- إلى بستان عنب وعاد إلى مكّة المكرمة في جوف الليل.

وفي أثناء صلاته وقراءته للقرآن أتى سبعة من الجنّ، واستمعوا لقراءة النّبي -صلّى الله عليه وسلم-، فتعجّبوا من عظمة ما سمعوه، فأسلموا وآمنوا بالله -سبحانه وتعالى- وعادوا إلى قومهم يخبروهم بما سمعوه ويدعونهم للإيمان بالله -تعالى-.

وهذا ما دلّت عليه الآيات الكريمة، قال -تعالى-: (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ* قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ* يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّـهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ). "الأحقاف: 29-31"