هل خل البلسمك حلال؟

حياك الله السائلة الكريمة، واعلمي أنّ الخلّ بشكلٍ عام هو إدامٌ مشروع؛ لحديث جابر -رضي الله عنه-: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ سَأَلَ أَهْلَهُ الأُدُمَ، فَقالوا: ما عِنْدَنَا إلَّا خَلٌّ، فَدَعَا به، فَجَعَلَ يَأْكُلُ به، ويقولُ: نِعْمَ الأُدُمُ الخَلُّ، نِعْمَ الأُدُمُ الخَلُّ). [أخرجه مسلم]

وكما هو معلوم فالأصل في الأطعمة الإباحة إلا ما ورد دليلٌ بتحريمه، ومعلومٌ أيضاً أنّ الخلّ يمرّ بمرحلة التخمير قبل أن يصبح خلَّاً، ومن خلال اطّلاعي على أقوال أهل العلم في التفصيل بمراحل الخلّ والحكم بناءً عليها فأوضّح لك هذه الأقوال فيما يأتي، وبناءً عليها بإمكانك أيضاً معرفة حكم التفصيلي للخل المخصوص في سؤالك بحسب مراحل تصنيعه:

1. إذا تخلّل الخمر بنفسه دون معالجة

يجوز استعمال الخلّ الذي نشأ عن الخمر بنفسه دون تخليل بِلا خلاف؛ أي إذا تحوّل بنفسه دون معالجة وتدخّل.

1. إذا تخلّل الخمر بالمعالجة

وهو ما يُسمّى بالتّخليل، ويرى الشافعية والحنابلة تحريم التخليل؛ أي معالجة الخمر بإلقاء الملح أو البصل أو الخل فيه حتى يصير خلَّاً، لحديث أنس -رضي الله عنه-: (أن أبا طلحةَ سأل النبيَّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ عن أيتامٍ ورِثوا خمرًا، قال: أهرِقْها. قال: أفلا أجعلُها خلًّا؟ قال: لا)، [أخرجه أبو داود، وصححه الألباني] وقال بعض أهل العلم بعدم طهارته.

أما الحنفيّة والمالكية فيرون جواز تخليل الخمر، وأنّه يطهر بذلك، لأنّ النبيّ قال: (نِعْمَ الأُدُمُ الخَلُّ)، وهذا يدلّ على حلِّهِ مطلقاً دون تفريق بين ما إذا كان الخمر قد تحوّل إلى الخلّ بنفسه أو بتدخُّل، ولأنّ التخليل إصلاحٌ يُزيل الوصف المفسد، وفيه العديد من المصالح؛ كالتغذّي والتداوي، وما زال عنه الوصف الموجب للحرمة أصبح حلالاً.