هل تناول القمل في الحلم يدل على الاغتياب والنميمة؟

وعليكم السلام أهلاً بكِ، بدايةً أختي الكريمة لا بُدَّ أن تعلمي أنَّ الاستغابة والنميمة على الآخرين عملٌ لا يُرضي الله، ولا بُدَّ لك من أنَ تعوّدي نفسكِ على تركِه؛ إذ إنُّه ضياع للأجر، وتحصيل للذنوب بلا جهدٍ ولا تعب، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فلا يُؤْذِ جارَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أوْ لِيَصْمُتْ) رواه البخاري في صحيحه.

فلذلك أدعو لكِ أُختي الكريمة بالتوبة الصادقة لله -عز وجل-، وأن يُلهمكِ صالح الأعمال وحُسن الخطاب، أما فيما يتعلق برؤيتك للقمل في المنام فإن له تأويلات عديدة؛ سنذكرها فيما يأتي:

1. قد يكون أكل القمل في المنام فيه إشارة للشخص الذي رأى المنام بالتوبة من الآثام، وقد يدل أيضا على الغيبة باليقظة؛ فهي كالأكل في سيرة الناس إما بالشكل أو المال أو العرض وغيرها من مواضيع الاستغابة التي يبغض الشرع فعلها.
2. يرى ابن سيرين فيما نُسبَ إليه أيضا أنَّ رؤية القمل في الثياب قد تدل على زيادةً في الدين، ورؤيته في الأرض دلالةً على القوم الضعفاء المصاحب لهم ولن يصيبه الرّائي منهم مضَّرة بإذن الله -تعالى-.
3. كثرة القمل في الرأس قد تدل على النكد، وضرراً يلحق بصاحب الرؤية -أسأل الله تعالى لكِ العفو والعافية-.

والله تعالى أعلى وأعلم، وفي الختام أنتِ تعلمي عزيزتي السّائلة أنّ الاستهزاء والسخرية أيضاً فيها من الإثم ما فيها، وعواقبها لا تُحمَد في الدنيا والآخرة؛ فقد تنشأ العداوة والكراهية والجفاء بين المسلمين، والساخر يكون على درجة أقل من الذي يسخر منه وذلك بالتزكية الربانية في قول الله -تعالى-:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)، "الحجرات: 11".