أهلاً ومرحباً بك السائل الكريم، والليسيثين هو أحد العناصر المكوّنة لخليط من المواد الدهنية الصفراء البنية الذي يُستخرج من صفار البيض أو فول الصويا، وتُضاف بنسبة قليلة للشوكولاتة أو العجين أو الحليب ونحو ذلك، وأمّا الحكم فأوضّح لك ما قاله أهل العلم فيما يأتي:
- إن كان مصدر الليسيثين نباتيَّاً
كأن تكون مستخرجة من البيض أو من فول الصويا؛ ففي هذه الحالة هي جائزة بلا خِلاف، وبناءً عليه فلا إشكال في حلّ هذا الحليب وغيره من الأطعمة التي يوجد فيها هذه المادة.
- إن كان مصدر الليسيثين حيوانيَّاً
أفتى بعض أهل العلم أنّ الليسيثين إذا كان مصدره حيوانياً فهو مشبوه وربّما حرام، وعلى المؤسسات الغذائية أن تبيّن مصدر ذلك وتُبرزه على الغلاف، ولكن لعلّي أطمئن إلى ما قاله العديد من أهل العلم من التفصيل في هذه المسألة، وأذكره لك في النقاط الآتية:
- الكوليسترول والليسيثين ونحوهما من المستخرجات من أصول نجسة لا حرج في استعمالهم في الدواء والغذاء إذا كانت نسبته قليلة جداً بحيث تُستهلك في الطّاهر الحلال مع المكوّنات الأخرى.
- إن كان مصدرها حيوانياً فهو إمّا أن يكون من حيوان مُذكّى حلال أو من ميتة، فإن كان الحيوان مُذكّى أو أتى الطعام الموجود فيه هذه المادة من بلاد ذبائحها حلال فهو جائز وحلال.
- إن كان من بلاد لا تحلّ ذبائحهم أو كان من حيوان محرّم الأكل فهو حلال كذلك؛ لأنّه إمّا أن يكون قد استُهلك ولم يبقَ له أثر في الحليب ونحوه، وإمّا أن يتحوّل عن طبيعته ويُصبح مادة أخرى بسبب الإضافات الكيميائية، خاصة وأنّه يُستخدم بنسبة قليلة جداً في الأعمّ الأغلب.
وختاماً أنصحك أن لا تُرهق فكرك في هذه الأمور ما دُمنا نجهل في تفصيلاتها الدقيقة هذه، فلو كان الاستفصال عن حال الطعام شرطاً لأوجبه الله في طعام الكفار، لكنّنا لم نؤمر بذلك، بالإضافة إلى عموم الحاجة للانتفاع بطعام الغير.
وقد سُئلت اللجنة الدائمة عن مثل ذلك في الأجبان فأجابوا: "لا حرج عليكم في أكل هذه الأجبان، ولا يجب عليكم السؤال عن أنفحتها، فإن المسلمين ما زالوا يأكلون من أجبان الكفار من عهد الصحابة، ولم يسألوا عن نوع الأنفحة".