الطبيعة البشرية تحتم علينا جميعًا الخوف من الموت، لكن أرغب في أن أسأل هل كان الرسول يخاف من الموت كباقي البشر؟
0
الطبيعة البشرية تحتم علينا جميعًا الخوف من الموت، لكن أرغب في أن أسأل هل كان الرسول يخاف من الموت كباقي البشر؟
0
0
حياك الله السائل الكريم، لا يشك مسلم أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشر، قال الله -تعالى-: (قُل إِنَّما أَنا بَشَرٌ مِثلُكُم يوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلـهُكُم إِلـهٌ واحِدٌ فَمَن كانَ يَرجو لِقاءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَمَلًا صالِحًا وَلا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)، "سورة الكهف، 110" والله -عز وجل- خلق الإنسان وجبله على الخوف من الموت، والخوف من الموت نوعان:
وقد ثبت في هذا حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ، أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَمَن كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ، كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ فَقُلتُ: يا نَبِيَّ اللهِ أَكَرَاهيةُ المَوْتِ؟ فَكُلُّنَا نَكْرَهُ المَوْتَ، فَقالَ: ليسَ كَذَلِكِ، وَلَكِنَّ المُؤْمِنَ إِذَا بُشِّرَ برَحْمَةِ اللهِ وَرِضْوَانِهِ وَجَنَّتِهِ، أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ، فأحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وإنَّ الكَافِرَ إِذَا بُشِّرَ بعَذَابِ اللهِ وَسَخَطِهِ، كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ، وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ). "أخرجه مسلم"
والشاهد من الحديث أنّ عائشة -رضي الله عنها- قالت: فكلنا نكره الموت، ولم تستثن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- أقرها على ذلك، ولا شك أنّ مرادها الكراهية الجبلية التي جُبِل كل مخلوق عليها.
وهو ما أسماه النبي بالوهن، حيث قال عما سيحصل في آخر الزمن: (تنتزَعُ المَهابةُ مِن قُلوبِ عَدوِّكم، ويُجعَلُ في قُلوبِكم الوَهْنُ، قال: قُلْنا: وما الوَهْنُ؟ قال: حُبُّ الحَياةِ وكَراهيةُ المَوتِ)، "أخرجه أحمد، حسن" وهذا بالتأكيد لم يكن عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فهو قوي الإيمان، واثق بربه -سبحانه-.
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.