هل الذنوب تمنع تحقق الرؤيا؟

أهلاً بك أخي الكريم، الحمدُ لله أن منحكم الصلاح، وأسألُ الله لكم الثبات، أما عن الرؤى، فاعلم أخي أنّها تنقسم الى ثلاثة أقسام ^[١] :

1. الرؤيا الصادقة وهي من الله -عزَّ وجلّ-.
2. ورؤىً تكون حديثَ نفسٍ، وهي ما يتردّد على بالك دوماً.
3. ورؤىً من الشيطانِ كي يَحزُنَك، أو يثبَّطكَ، أو يثني من عزيمةِ الخيرِ عندك.

وأنتَ على حسبِ كلامكَ تتحدثُ عن القسم الأول، والتي تحمل البشرى بالخَيرِ، ولا ترى أنّ هذه الرؤى تتحقق، فليس بالضرورة أنْ يكون لعدم تحققها علاقة بالذنوب، إنَّما قد يعودُ سبب ذلك إلى، منها:

1. الحاجة إلى مزيد من حسنُ الظنِّ بالله؛ فاجعل يقينك بالله قوياً، وظنُّك به حسناً، وتفاءل به خيراً، فلن يخيّبَ اللهُ رجاءَ من ارتجاه.
2. الرؤى الصالحة التي يظهرُ فيها دلالات الخير، ليسَ شرطاً أن يكونَ تفسيرُها يعود عليك، فقد تكونُ لشخصٍ رأيتهُ في تلك الرؤيا، وعند ذلك فإن الله قد كتب لكَ أن تكونَ حاملاً للبشائر الجميلة لكَ ولغيرك.
3. ومنَ الأسباب التي ورد ذكرها في القرآن

ما ورد على لسانِ سيدنا يعقوبَ وهو يوصي ابنهُ يوسفَ -عليهِ السلام- في -قوله تعالى-: (قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) "سورة يوسف:5"، ومفاد هذه الوصية أن لا تروِ ما رأيت في المنام لأحدٍ لا تثقّ بحبّه الخير لك، فيكيد لكَ، أو يتعّمد إيذاءك بوسوسةٍ من الشيطانِ الرجيم، فلا تذكر رؤياكَ إلا لمن يحبُّك، أو يحملُ لك الخير في قلبه ^[٢] .

ونصيحتي لك، إن كنت تعرف أنّ شخصاً يتعجّل في تأويل الرؤى دونَ علمٍ، فتجنّب أن تروِ لهُ ما رأيتَ، ولا تذكرَ الرؤيا إلا لمن عندهُ علمٌ بالتأويل والتفسير، ومن يتصّف بالأمانة، ومن تثقّ بأنه سيكون لكَ من الناصحين.