هل الدم يفسد الحلم؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، إنّ مثل هذا الاعتقاد لا أصل له ولا دليل عليه، وإنما إن كانت الرؤيا رؤيا حقاً فالدم له تفسير وتأويل مثله مثل باقي رموز الرؤيا.

فهذا الاعتقاد السائد بين الناس أن وجود الدم في الرؤيا يفسدها وينقضها ليس عليه دليل، ولا يسنده كلام أهل العلم بالتأويل، وقد وجدت رؤى كثيرة يكون فيها الدم بشكل أو بآخر ويكون لها تأويل وتقع فعلاً، وبعضهم يخص هذا الاعتقاد بما إذا خرج الدم في الرؤيا من الرائي نفسه، وهذا أيضاً لا دليل عليه.

والواقع أن الرؤى ثلاث أنواع كما جاء في الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ تَكْذِبُ وَأَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا وَرُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ وَالرُّؤْيَا ثَلاثَةٌ: فَالرُؤْيَا الصَّالِحَةِ بُشْرَى مِنَ اللَّهِ، وَرُؤْيَا تَحْزِينٌ مِنَ الشَّيْطَانِ ، وَرُؤْيَا مِمَّا يُحَدِّثُ الْمَرْءُ نَفْسَهُ، فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ وَلا يُحَدِّثْ بِهَا النَّاسَ...). أخرجه مسلم

فما دمتِ رأيت رؤيا مفرحة واستبشرتِ بها خيراً فنسأل الله أن تكون كذلك وأن يقع تأويلها كما هو ظاهرها بالنسبة لك، ورؤيتك للدم في آخرها لا يفسدها ولا ينقضها وإنما قد يكون له تأويل معين.

لذلك ما أرشدك إليه هو أن تقصّي رؤياك على من تثقين في دينه وعلمه ممن لديهم علم بتأويل الرؤى، وتطلبي منه تأويل الرؤيا لك، ولا تخبري برؤياك إلا من تحبّين إن كان تأويلها مبشّراً وفيه خير، وإن كان غير ذلك فاكتميها ولا تحدّثي بها أحداً؛ فلا يقع ما يضرّك إن شاء الله.

والله -تعالى- أعلم.