هل اتجاه القبلة هو اتجاه شروق الشمس؟

حياك الله السائل الكريم، إنّ تحديد القِبلة عن طريق الشّمس لا يستطيعه أيّ أحدٍ بسهولة؛ ذلك أنّ جهة شروق الشمس وغروبها يختلف من مكانٍ إلى آخر، فمَن كان عالماً بجهات شروق وغروب الشمس، وكان يعلم أنّ القِبلة في بلاده في جهة الشرق استقبلها في الصلاة، وإن كان يعلم أنّ القبلة باتّجاه الشّمال اتّجه لهذا النّحو، وهكذا.

لِذا فأخبر صديقك أنّ هذا الأمر يختلف بحسب البلاد والمكان، وله أن يستشير أهل الاختصاص المتمكّنين من تحديد القبلة بناءً على معرفة الجهات الأربعة من خلال الشمس، فيُخبروه مثلاً بالجهة المعيّنة للقِبلة وكيف تكون، ولكن دعني أساعدك بوسائل أخرى قد تُفيده كذلك:

1. انصحْ صديقك أن يستخدم البوصلة، وأخبره أنّ استخدامها سهل، وعلّمه عليها حتى تكسب فيه الأجر -إن شاء الله-.
2. إذا كان لدى صديقك هاتفاً حديثاً فيُمكنه كذلك الاستفادة من تطبيقات تحديد القبلة بناءً على الموقع الجغرافي.
3. إذا كان حوله مسجداً فلينظر إلى محرابه حتى يتمكّن من معرفة اتّجاه القبلة من خلاله.
4. إن لم يستطع فعل ما سبق فله أن يسأل شخصاً ثِقة عن اتّجاه القِبلة ويُقلّده.

أما إذا لم يستطع فعل أيّ وسيلة ممّا ذكرت حقاً، واستحال عليه ذلك؛ فيجتهد في تحديد القبلة ويُصلّي إلى الجهة التي اجتهد فيها، فقد قال النووي -رحمه الله-: "إذَا لَمْ يَعْرِفْ الْغَائِبُ عَنْ أَرْضِ مَكَّةَ الْقِبْلَةَ، وَلَمْ يَجِدْ مِحْرَابًا، وَلَا مَنْ يُخْبِرُهُ عَلَى مَا سَبَقَ، لَزِمَهُ الِاجْتِهَادُ فِي الْقِبْلَةِ، وَيَسْتَقْبِلُ مَا أَدَّى إلَيْهِ اجْتِهَادُهُ"، ولكن لنْ يُعدم الوسيلة بإذن الله، خاصة وأنّ لديه بوصلة، وفقط يحتاج إلى مَن يُعلّمه عليها من الثّقات.