أنا امرأة متزوجة، وأشعر أن الحب شيء عظيم، ولكن الناس لا يعطونه حقه، فأنا أحب أبنائي، وأحب زوجي وأهلي، ودائمًا أتساءل هل دعا الإسلام للحب؟ وهل أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالحب؟
0
أنا امرأة متزوجة، وأشعر أن الحب شيء عظيم، ولكن الناس لا يعطونه حقه، فأنا أحب أبنائي، وأحب زوجي وأهلي، ودائمًا أتساءل هل دعا الإسلام للحب؟ وهل أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالحب؟
0
1
حياك الله السائلة الكريمة، أمّا عن سؤالك بكون النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بالحب؟ فنقول بدايةً إن الله -تعالى- قال: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّـهَ كَثِيرًا). "سورة الأحزاب: 21"
ونحن مأمورون بأن يكون قدوتنا النبي -صلى الله عليه وسلم- وأسوتنا في كل أمر؛ فالنبي -صلى الله عليه وسلم- لم يأمر بالحب فقط؛ بل قد عاشه مع أهله، فأحبَّ أمه وأباه وعشيرته، وأحبّ زوجاته، وأحبَّ أصحابه -رضي الله عنهم- أجمعين، وكذلك عاش الصحابة مع نبيهم الحب فيه بل وقد سألوه عن ذلك أيضًا، فقد كان مثلاً يُضرَب في حبّه لمن يخصّونه.
ومن أمثلة الحبّ في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- ما يأتي:
فقد أحب أمه التي لم يرها، وعبر عن ذلك بما ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه: (زَارَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قَبْرَ أُمِّهِ، فَبَكَى وَأَبْكَى مَن حَوْلَهُ، فَقالَ: اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي في أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ في أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأُذِنَ لِي، فَزُورُوا القُبُورَ فإنَّهَا تُذَكِّرُ المَوْتَ). "أخرجه مسلم"
فكما روت أمنا عائشة -رضي الله عنها- وهي زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت: (كان النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- إذا ذكَرَ خَديجةَ أَثْنى عليها، فأحسَنَ الثناءَ، قالت: فغِرْتُ يومًا، فقُلْتُ: ما أكثرَ ما تذكُرُها حَمراءَ الشِّدْقِ، قد أبدَلَكَ اللهُ -عزَّ وجلَّ- بها خَيرًا منها، قال: ما أبدَلَني اللهُ -عزَّ وجلَّ- خَيرًا منها، قد آمَنَتْ بي إذ كفَرَ بي الناسُ، وصدَّقَتْني إذ كذَّبَني الناسُ، وواسَتْني بمالِها إذ حرَمَني الناسُ، ورزَقَني اللهُ -عزَّ وجلَّ- ولَدَها إذ حرَمَني أولادَ النِّساءِ) "أخرجه البخاري"
سأله عمرو بن العاص -رضي الله عنه- فقال: (أيُّ النَّاسِ أحَبُّ إلَيْكَ؟ قَالَ: عَائِشَةُ، فَقُلتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ فَقَالَ: أبُوهَا، قُلتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ، فَعَدَّ رِجَالًا). "أخرجه البخاري"
قال في ابنته فاطمة: (فاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، فمَن أغْضَبَها أغْضَبَنِي) "أخرجه البخاري" فتأمّلي كمال حبه -صلى الله عليه وسلم- في ذلك.
ثبت عن أسامة بن زيد بن الحارثة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أنَّهُ كانَ يَأْخُذُهُ والحَسَنَ ويقولُ: اللَّهُمَّ إنِّي أُحِبُّهُما فأحِبَّهُما. أوْ كما قالَ) "أخرجه البخاري"، فهذا فِعل النبي وتصريحه في حبهما -رضي الله عنهم أجمعين-.
ولو أردنا تتبع ذلك لطال المقام كثيرًا وفيما ذكرنا غُنيةً ومُختصرًا مفيدًا.
1
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.