0

هل أراد الله أن يكون الرجال أفضل من النساء؟

السلام عليكم، أنا امرأة وكلما قرأت أنّ للرجل أن يمنع زوجته من الخروج من منزلها، وأنّ هناك حالات يستطيع الرجل أن يضرب زوجته ليؤدبها، أشعر بالضيق وأرفض ذلك بشدة، وأريد معرفة هل أراد الله أن يكون الرجال أفضل من النساء؟

16:39 28 ديسمبر 2021 599 مشاهدة

0

إجابات الخبراء (1)

1

إجابة معتمدة
عائشة الظفيري
عائشة الظفيري . الشريعة
تم تدقيق الإجابة بواسطة سندس أبو محمد 16:39 28 ديسمبر 2021

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، لا تشعري بالضيق فالله -تعالى- لم يُشرِّع حُكماً إلا لحكمةٍ هو أعلم بها فهو العليم الحكيم، بالنسبة للمسائل التي ذكرتها سأحاولُ اختصارها وبيان حقيقتها فيما يأتي:


  1. المسألة الأولى

على الزوجة استئذان زوجها وإعلامه حال خروجها من المنزل، فله أن يرفض في حال كان يُريد منها شيئاً أو إذا خاف وخشيّ عليها، وعليها طاعته لأنه هو المسؤول عنها، والمنع أو عدم قبول الإذن يكون لسبب، وإن كان الرفضُ بغير سبب أو تعمداً من الزوج لقهر زوجته، فهذا الفعل يدلُّ على قسوة القلب والغِلظة، وهي أخلاق مُنفرّة تؤدي للكراهية والحقد.


وعلى الزوجين الحرص على الحِفاظ على العلاقة الزوجية التي يسودها الحب، والرحمة، والسكينة، وليس للرجل حق في منع زوجته من الخروج من المنزل في حال الحاجة لذلك، وفي حال كان خروجُها لأماكن مُباحة، حتى أنّها تستطيع الخروج من المنزل في حال الضرورة بدون إذن لزيارة والديها في حال مرضهم وحاجتهم لها، وذلك من باب بر الوالدين.


  1. المسألة الثانية

حالات ضرب الزوج لزوجته؛ في البداية ذُكر الضرب في قوله -تعالى-: (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا)، "النساء: 34" فالحكم هنا هو للمرأة الناشز، والمرأة الناشز هي: من تتعمد عصيان زوجها بالقول والفعل، المُتكبرة والمُعرضة عنه، أو من لا تسمح لزوجها بمساسها بدون عذر يمنع ذلك.


وقد تدرّج الله -تعالى- في تأديب المرأة الناشز وابتدأ بالموعظة، فإن لم تُطع زوجها فله أن يهجُرها في المضجع، فإن لم ينع ذلك أيضاً له أن يضربها، والضرب هنا هو الضرب غير المُبرح.


ودليل ذلك ما جاء في صحيح مسلم عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (فَاتَّقُوا اللَّهَ في النِّسَاءِ؛ فإنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بأَمَانِ اللهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بكَلِمَةِ اللهِ، وَلَكُمْ عليهنَّ أَنْ لا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ، فإنْ فَعَلْنَ ذلكَ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غيرَ مُبَرِّحٍ). "أخرجه مسلم"


ولا يجوز الضرب التعنيفي الذي يترك أثراً أو يكسر عظماً، ولا الذي يُقصد به الإهانة، وذهب عدد من المفسرين إلى أنَّ الضرب يكون كضربةٍ لها بسواكٍ ونحوه، والشاهد من الضرب هو التوبيخ فقط ونهيها عمّا تفعل، ويجب العلم أنّه لا يُلتجأ للضرب إلا في حال استنفد الزوج مع زوجته الناشز أسلوب العِظة والهجران.


ولا يجوز بأي حالٍ من الأحوال ضرب الرجل لزوجته دون سبب، ويُعتبر ذلك بغي الرجل على زوجته والله عليٌّ كبير، وقد وصف الرسول أن من يضرب زوجته بأنّه ليس من الأخيار فقال -صلى الله عليه وسلم-: (ليس أولئك بخيارِكم). "أخرجه أبو داوود وهو صالح"


  1. المسألة الثالثة

الرجال أفضل من النساء؟ الجواب هو أنَّ الرجال والنساء كلٌ يكمل بعضه الآخر، فلا يستغني الرجل عن المرأة ولا المرأة عن الرجل، ويتمتّع الرجال بمهام محددة لا تقدر عليها النساء.


قال -تعالى-: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّـهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ)، "النساء: 34" وقوله: (وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّـهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)، "البقرة: 228" فالآية الأولى تُوضح وظيفة الرجل وواجبه الشرعي في إنفاقه على المرأة، والآية الثانية توضح منزلته كزوج مسؤول عن زوجته وعائلته، ووجوب طاعته بالمعروف.


وكل هذه الأحكام ليس فيها ما يدعوا للغضب أو الرفض، والتسليم لأحكام الله -تعالى- والامتثال لأوامره واجب على كل المسلم، ولكِ أن تسألي في هذه المسائل بالتفصيل أهل الاختصاص من الفقهاء والعلماء، وتأكدي أنَّ الله -تعالى- كرّم النساء وحفظ حقوقهنَّ.

1

لماذا كانت الإجابه غير مفيده
0/ 200
لقد تجاوزت الحد الأقصى من الحروف المسموحة
رجوع