من هو قريش ولماذا سمى بهذا الاسم؟

وعليكم السلام ورحمة الله، بورك بكم، ونفعكم المولى بما تعلمتم. أصل كلمة قريش تعني الشديد، واختُلف في تحديد المُلقّب بهذا الاسم والذي عليه سمّيت القبيلة، فلو نظرنا في نسب النبي -صلى الله عليه وسلم- لوجدناه: أبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن عدنان.

فمن العلماء من قال إن قريش هو:

1. بدر بن النضر؛ دليل بني كنانة، وصاحب بئر بدر التي لقي عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- قُريشاً.
2. قيل: هو النضر بن كنانة؛ فكان إذا خرج على قومه قالوا: انظروا النضر، كأنه جملٌ قَرِيش.
3. قيل: هو من ولد قريش بن بدر بن النضربن كنانة، وبه سُمّيت قريش قريشاً؛ فكانوا إذا رأوا عير بني كنانة قالوا: جاءت عير قريش.
4. قيل: هو فهر بن مالك الجد.

والذي عليه رأي الجمهور أنّ المقصود بالنسب القرشيّ من كان من بني كنانة؛ للأحاديث الواردة في ذلك، فقد جاء عن الأشعث بن قيس -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (نحن بَنو النَّضرِ بنِ كِنانةَ، لا نَقفو أُمَّنا، ولا نَنتَفي مِن أبينا). "أخرجه ابن ماجه، وحسّنه الألباني"

وقد حظيَ هذا النّسب اهتماماً كبيراً من العلماء؛ لمسألة الخلافة، وما جاء من اشتراط أن يكون قُرشياً، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (الأئمَّةُ من قُرَيشٍ). "أخرجه أحمد، وقال: لا ينبغي أن يكون له أصل" وأثبته بعض العلماء؛ كابن حجر، والأرناؤوط، وغيرهم.

فمن العلماء من قال إن هذا شرط أفضليةٌ لهم، ومنهم من قال إن القرشيّة شرطٌ أساسي لقبول الخلافة، ودعموا ذلك بالأدلة والبراهين، ومنهم من جاء وأسقط عصبية العرب، وقال بعدم وجودها؛ لانتهائها، والكلام في هذه المسألة يطول.