من تجربتي الشخصية؛ أُخبرك بأنّ الشخص الذي يُسامح ويعفو ليس شخصاً ضعيفاً أو قليل كرامة، ولكن قد تسقط كرامة الإنسان إذا استمر بتقبّل الأذى والإساءة على نفسه كثيرًا ولم يدافع عن نفسه، أو ينسحب ويبتعد عمّن يُؤذيه، والكرامة الإنسانية مفهوم نسبي يختلف من شخص إلى آخر ومن ظرف إلى آخر.
إنّ تجاوزك للمواقف السلبية التي مرّت في حياتك، وتغاضيك عن المخطئين في حقك ومسامحتك لهم هو أكبر دليل على قوة شخصيتك وقدرتك على التحكم في أعصابك ومشاعرك، بشرط أن لا يستمروا في ذلك، وأن تُوضحي لهم رفضك لمعاملتهم لك بهذا الشكل.
من المهم أن يكون هناك حد للمخطئين لكي لا يتمادوا في تصرفاتهم السيئة تجاهك، وأن يُقلعوا عن القيام بالسلوكيات التي تُؤذيك وتُزعجك، ويُمكنك مصارحتهم بانزعاجك منهم بشكل مباشر، فإن تبدل تعاملهم معك للأفضل؛ فأبقي على علاقتك معهم، ولكن إن استمروا في ظلمك وإيذائك؛ فيجب حينها أن تنسحبي من حياتهم، لأنّ استمرارهم ضمن دائرتك الاجتماعية سوف يُؤذي كرامتك فعلاً.