كثيراً ما تصيبني الوسوسة حول محلّ النية وغيره من الأمور المتعلقة بالنيّة، وقد شغلني التفكير في الفترة الأخيرة بمفسدات النية في العبادات حتى أتجنّبها، فما هي مفسدات النية؟
0
كثيراً ما تصيبني الوسوسة حول محلّ النية وغيره من الأمور المتعلقة بالنيّة، وقد شغلني التفكير في الفترة الأخيرة بمفسدات النية في العبادات حتى أتجنّبها، فما هي مفسدات النية؟
0
1
حياك الله السائل الكريم، واعلم أنّ العلماء قد ذكروا في شروط النيّة ومفسداتها تفاصيل وتفريعات كثيرة ليس هنا مقام ذكرها، وحتّى أُبسّط لك ذلك أذكر لك أبرز مفسدات النيّة على وجه العموم فيما يأتي:
مَن نوى قطع العبادة بطُلت نيّته، فمَن كان يُصلّي مثلاً وقطع نيّته أثناء الصلاة؛ بطلت نيّته ولم تصحّ صلاته، ومَن كان يتوضّأ فنوى قطع الوضوء بطلت نيّته كذلك، وقد يكون قطع العبادة بالرّدّة، فهذا أيضاً ممّا يُفسد النيّة، وقد فرّع أهل العلم تفاصيل عدّة من ذلك، ومنها:
ويدخل في ذلك الشّرك بالله، والرّياء، وغيره ممّا يُنافي النيّة، فعدم الإخلاص لله في الصدقة والرياء فيها من أجل ثناء الناس فقط يُفسد النيّة والعبادة، ومَن نوى الوضوء عن غيره لم تصحّ منه نيّته، لأنّ هذا ممّا يُنافي النيّة.
ومثال ذلك: مَن نوى صيام نافلةٍ ثم خلال صيامه نوى قَلْب هذا الصيام إلى واجب كالقضاء مثلاً؛ لم تصحّ نيّته، ومَن نوى صلاة نفل ثمّ نوى قلبها أثناء الصلاة إلى فرضٍ كالفجر؛ لم تصحّ نيّته، أمّا قلب النيّة من الأعلى إلى الأدنى فقد قال جماهير أهل العلم بصحّتها.
حيث إنّ الإسلام شرطٌ من شروط صحّة النيّة، والرِّدّة تُفسدها، فلو نوى المرتدّ أو غير المسلم الوضوء للصلاة لم يصحّ منه ذلك، لأنّه ليس أهلاً للنيّة، وقد استدلّ العلماء على ذلك بقول الله -تبارك وتعالى-: (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا). [الفرقان:23]
ويُلحق بما سبق عدم انعقاد نيّة الصبيّ غير المميّز والمجنون لِما صحّ في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله: (رُفِعَ القلمُ عنْ ثلاثٍ: عنِ الصَّبيِّ حتَّى يَحتلِمَ، وعنِ المعتوهِ حتَّى يُفِيقَ، وعنِ النَّائمِ حتَّى يَستيقِظَ). [الحاكم، صحيح على شرط مسلم]
وختاماً أنصحك أخي الكريم بالإعراض عن الوسوسة في النيّة والعبادة، حيث إنّ النيّة لا تحتاج إلى مجهودٍ كبير، فمثلاً مجرّد قيامك إلى صنبور المياه حتّى تتوضّأ نيّة، لأنّ مكانها القلب ولا يُشترط التلفّظ بها، وطالما لم تجزم في داخلك بقطع نيّتك ولم يصدر عنك ما يُنافيها فالأصل بقاؤها، وعلاج الوسوسة هو الإعراض عنها، والاستعاذة بالله من الشيطان.
1
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.