ما هي فوائد سورة الحديد في حياة المسلم؟

حيّاك الله السائل الكريم، ورزقك الله من علمه الواسع، وجعلك من الذين يقرأون القرآن ويتدبرونه سراً وعلانية، إنّ القرآن الكريم في جميع آياته وسوره شفاء ورحمة، ودليل المؤمن في طريقه، كما نستطيع أن ننهل منه الكثير من الفوائد والمعاني التي تساعدنا في حياتنا العلمية والعملية، قال الله -تعالى-: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ). "الإسراء: 82"

وإذا سلّطنا الضوء على سورة الحديد سنجد فيها العديد من الفوائد والدروس، فإن سورة الحديد سورة مدنية تقع في الجزء السابع والعشرين، وعدد آياتها تسعٌ وعشرون آية، ونبدأ بذكر بعض الفوائد والمعاني العظيمة التي جُمعت بين ثنايا هذه السورة فيما يأتي:

1. الحثّ على ذكر الله، وتسبيحه

وتمجيده في جميع الأوقات، وخاصة أوقات الانتظار فالأفضل ملؤها بالتسبيح وغيره، فقد ابتدأت هذه السورة بالتسبيح لله -سبحانه-، قال -تعالى-: (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ). "الحديد: 1"

1. الأمر بالإيمان بالله ورسوله، والإنفاق في سبيل الله -سبحانه وتعالى-

وبيان أنّ من يُنفق في سبيله له الأجر العظيم، قال -تعالى-: (آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ). "الحديد: 7"

1. التذكير بالتوبة، والرجوع إلى الله

والخشوع له، والتحذير من قسوة القلوب، قال -تعالى-: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ). "الحديد: 16"

1. ذمّ الحياة الدنيا

وبيان أنّها متاع ونعيم مؤقت، أمّا النعيم الأبدي في الجنة، قال -تعالى-: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ). "الحديد: 20"

1. الحثّ على الأعمال التي تُقرّب المسلم من الله والتنافس إليها

إنّ خير العباد من ترك ملذّات الدنيا وأتى الله بقلب مطمئن؛ ليفوز بجنة عرضها السماوات والأرض، قال -تعالى-: (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ). "الحديد: 21"

1. حثّ المؤمن على الزيادة في تقوى الله -تعالى-

ليزداد نورهم، ويعلموا أنّ الفضل بيد الله دوماً لا بيد غيره، يؤتيه من يشاء -جلّ في علاه-، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ* لِئَلا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّن فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ). "الحديد: 28-29"