وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأسأل الله أن يرزقك الإخلاص في القول والعمل، ويُقصد بالنية؛ عزم النفس على فعل أمرٍ مُعيّن، وهي أساس كُلِّ عملٍ، فإن صلحت صَلُح، وإن فسدت فسد، وقد ذكر العلماء العديد من الأمور التي يُعرف بها صدق النيّة لله -تعالى- وتُعين عليه، سأذكر بعضها فيما يأتي:
- الدّقة في مراقبة القلب، ومقصده من العمل.
- توجيه النيّة قدر الإمكان لما فيه رضا لله -تعالى-، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى)، " أخرجه البخاري".
- عدم طلب المدح والثناء من النّاس، والفرار من هذه المشتتات؛ لتحقيق سلامة المقصد.
- عدم التوجس من الثناء الحسن، والذكر الطيب، فهذه من عاجل بشرى المؤمن، وهذا من جميل ستر الله -تعالى- على عباده، فقد ثبت أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- سُئل فقيل له: (أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَعْمَلُ العَمَلَ مِنَ الخَيْرِ، وَيَحْمَدُهُ النَّاسُ عليه؟ قالَ: تِلكَ عَاجِلُ بُشْرَى المُؤْمِنِ، وفي روايةٍ: وَيُحِبُّهُ النَّاسُ عليه)، "أخرجه مسلم".
- التواضع لله -سبحانه- وحسن الاجتهاد في طاعته.
- إن خشي الإنسان على نفسه من العُجب والانزلاق في الرياء، فيكون الأفضل له إخفاء الجزء الأكبر من عمله.
- إخلاص العمل، والعناية بمعرفة النيّة فيه، فإن اطلع على سريرته كانت بما يرضي الله -سبحانه-.
- طلب العلم والسعي لتعلّم الأمور التي تَصلح بها النية، أو تَفسد؛ فلا يعيش الإنسان دهراً ويموت وهو يجهل نيته.
- اختبار النّفس، وذلك يكون أوضح ما يكون في الأعمال التي يكثر تزيّن الناس لها، ويكثر التصنُّع فيها.
- محبة أهل الإخلاص، أو من يُحسب على ذلك، ولا نزكي على الله أحداً.
- كثرة استذكار الآخرة، وما يبقى من الأعمال الخالصة لله -تعالى- في هذا اليوم.