قرأت في القرآن الكريم قول الله -تعالى-: (والفتنة أشدّ من القتل)، وكثيراً ما تتردّد هذه الآية على مسامعي، وقد بحثت عن معناها الدقيق ولكن لم أحصل على إجابة وافية، لذا أريد الاستفسار منكم: ما هي الفتنة التي أشد من الْقَتْلِ؟
1
قرأت في القرآن الكريم قول الله -تعالى-: (والفتنة أشدّ من القتل)، وكثيراً ما تتردّد هذه الآية على مسامعي، وقد بحثت عن معناها الدقيق ولكن لم أحصل على إجابة وافية، لذا أريد الاستفسار منكم: ما هي الفتنة التي أشد من الْقَتْلِ؟
1
0
أهلاً ومرحباً بك، بداية يجدر التذكير بأنّ هذه الآية هي جزءٌ من قوله -تعالى-: (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ۚ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ ۖ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ۗ كَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ). [البقرة: 191]
ولقد تكلّم أهل العلم من المفسرين في معنى الفتنة التي هي أشدّ من القتل الواردة في الآية الكريمة؛ فقالوا إنّ المقصود بها:
ويمكن توضيح المعنى الإجمالي للآية الكريمة؛ بأنّ الله -سبحانه- أمر المسلمين بقتال المشركين في أيّ موضعٍ وجدوهم فيه، كما أمرهم بإخراجهم من الأماكن التي أخرجوا منها المسلمين من قبل؛ لأنّ ما هم فيه -نعني المشركون- من شرك، وكفر؛ أشدّ من قتلهم، وإزهاق أرواحهم، كما أنّ صدّ المشركين للمسلمين عن دعوتهم، وردّتهم عن دينهم؛ أشدّ وأكبر من أن يُقتل المسلمون وهم على دينهم.
وعليه، فإنّ أصل الفتنة يكون بالابتلاء والاختبار؛ أيّ إنّ ابتلاء المسلم في دينه، حتى يرجع عنه، ويصير مشركاً بالله -تعالى- بعد ما كان مؤمناً، أشدّ وأضرّ من أن يُقتل متمسكاً بدينه، مقيماً عليه، ثابتاً على مبادئه، وهذا التأويل هو ما رجّحه بعض أهل العلم.
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.