هل هناك آية أو سورة تجلب الرزق في ثانية؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أسأل الله أن يرزقك من أوسع أبوابه، وأن يُغدق عليه بنعمه.

بداية لا يوجد دعاء مخصّص لجلب الرزق في ثانية، فإجابة الدعاء بأمر الله -تعالى- ومشيئته، ولا بد لكِ عزيزتي من العلم بأن القرآن الكريم كله في عمومه يجلب الرزق، ويصح قراءة ما تشائين منه بنية الرزق الوفير.

وإن الطاعات في عمومها باب واسع لرزق الله تعالى، قال الله تعالى-: (وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ). "سورة الطلاق: 1-2" ويمكنك الاستعانة بما يأتي من الآيات والسور:

1. قراءة سورة الواقعة، فقد جاء الفضل فيها في حديث ضعيف، ولكن يشرع الأخذ به في فضائل لأعمال، فعليك بالمداومة عليها.
2. قال الله تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا)، "سورة نوح: 10-12" فعليك إذاً بكثرة الاستغفار، ليزيد الله من أرزقاكم.

حياك الله أختي السائلة الكريمة، وأهلاً وسهلاً بكِ، وزادكِ الله من كرمه وفضله، فإنه لم يثبت في الأحاديث الصحيحة أن هناك آية أو سورة مخصوصة في القرآن الكريم إذا تُليت جلبت الرزق بسرعة.

وإنما ثبت أن كل سور وآيِ القرآن الكريم سبباً لنزول البركة والخير على قارئها عموماً، ويزيده الله -تعالى- ببركة القراءة خيراً وهدايةً ورزقاً وبركةً وفضلاً، سواء كان رزقاً مادياً أو معنوياً، وذلك لقول الله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ). "فاطر:29-30"

وسأذكر لكِ بعض سور القرآن، وكذلك أدعية قرآنية رجاء فضل الله -تعالى- وزيادة رزقه، وكل سور القرآن خيرٌ وبركةٌ، ويمكنكِ قراءتها على نية طلب أجر التلاوة أولاً، ثم على نية طلب الرزق والبركة، ومن ذلك ما يأتي:

1. قال الله -تعالى-: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ). "البقرة:201"
2. قال الله -تعالى-: (رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ). "القصص:24"
3. قراءة سورة البقرة

حيث جاء في الحديث قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ)، "أخرجه مسلمٌ" والشّاهد قول النبيّ: "أخذها بركة".

واعلمي أن للرزق أسباباً عدةً لا بد أن يحقّقها المسلم حتى يتيسّر له الرزق، ومنها ما يأتي:

1. الحرص على كسب الرزق والمال الحلال

ففي الحديث (ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ). "أخرجه مسلم"

1. تقوى الله -عز وجل- والقيام بحقوقه من الفروض وغيرها.
2. الأخذ بالأسباب بقوةٍ وعلمٍ وأمانةٍ.
3. أداء حقوق الخلق والعباد.
4. شكر الله -تعالى- على النعم، لقوله -تعالى-: (لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ). "إبراهيم:7"
5. كثرة الاستغفار والصدقة وصلة الأرحام.

قال الله -تعالى-: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا)، "سورة نوح:10-12" وعن رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَن سَرَّهُ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، وأَنْ يُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ). "أخرجه البخاري"