وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تعتبر فريضة الزكاة في افسلام نظاماً تكافلياً عظيماً، ومن أبرز آثارها الاقتصادية والاجتماعية التي تعود على المجتمعات بالنفع ما يأتي:
- بناء المجتمعات الصالحة
حيث إنّ نظام الزكاة يطهّر نفوس الأغنياء والفقراء ويزكّيها؛ قال الله -تعالى-: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا)، "سورة التوبة: 103" والمراد بالتطهير التطهير من الصفات المذمومة، والمراد بالتزكية تنمية الصفات الإيجابية.
- تعزيز وحدة المجتمع
نظام الزكاة يرسخ قيم التعاون والتكافل ويقوي معاني الأخوة والمحبة بين أفراد المجتمع، وقد وجدنا أنّ الله -تعالى- أبطل ثواب الصدقة إذا أتبعها المن والأذى؛ لأنّ ذلك يتناقض مع مقصد الزكاة في تأليف القلوب بين أفراد المجتمع قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى). "سورة البقرة: 264"
- تحقيق الأمان الاجتماعي
نظام الزكاة يعمل على إغناء المحتاجين داخل المجتمع، والمراد بالمحتاجين من يتلقى الزكاة بسبب حاجته، وهم الفقراء والمساكين والرقاب والغارمون وابن سبيل قال -تعالى-: (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَالمَساكينِ وَالعامِلينَ عَلَيها وَالمُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وَفِي الرِّقابِ وَالغارِمينَ وَفي سَبيلِ اللَّـهِ وَابنِ السَّبيلِ فَريضَةً مِنَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عَليمٌ حَكيمٌ). "سورة التوبة: 60"
- الإسهام في تحقيق التنمية الإقتصادية
يعمل نظام الزكاة على تشغيل الأموال المُعطلة وتنميتها في القطاعات الاقتصادية المُختلفة، ولذلك فقد ذكر الفقهاء أنّ الزكاة تجب على الأموال النامية بنفسها كالنقود أو بالعمل عليها كعروض التجارة والثروة الحيوانية والزراعية.
- تقليل الفوارق الاجتماعية بين طبقات المجتمع
الزكاة تعتبر آلية لإعادة توزيع الدخول من الأغنياء إلى الفقراء، فقد حثت الشريعة على أن الفقير الذي يُحسن صنعة أو تجارة يُعطى من أموال الزكاة بقدر ما يُجهز له حرفته أو تجارته فينتقل من الطبقة المحتاجة إلى الطبقة القادرة على الكسب والإنفاق.
- الإستثمار في رأس المال البشري
نظام الزكاة يشجّع على طلب العلم ويحارب الجهل، وقد نص الفقهاء على أنّ طالب العلم يُعطى من الزكاة إذا كان متفرغاً لدراسته.
- حفظ المجتمع من الأخطار الخارجية
لقد شرع الله -تعالى- دفع الزكاة لمن يخرج في سبيل الله، وهم الغزاة المجاهدون في سبيله -تعالى-.
وأخيراً؛ ينبغي التنبيه أنّ تحقيق هذه الآثار الاقتصادية والإجتماعية مرهون بتفعيل دور مؤسسة الزكاة المعاصرة بشكل كفء وإيجابي.