ما هو مقدار زكاة المال؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بارك الله فيكِ لحفظ مال زوجك في غيابه، ولحرصك على إخراج زكاة المال، فكما تعلمين إنّ الزكاة فرض، وهي أحد أركان الإسلام الخمسة، وتعدّ حقاً للفقير في مال الغني.

أما بالنسبة لسؤالك فحتى تجب الزكاة يجب أن يبلغ المال النصاب؛ أي أن يمرَّ عليه حول قمري كامل، والنصاب هو خمسةٌ وثمانون (85) غراماً من الذهب، أو خمسمئةٍ وخمسةٌ وتسعون (595) غراماً من الفضة.

وحتى نُحدد نصاب النقود نضرب خمسةً وثمانين بسعر غرام الذهب في السوق ذلك اليوم، وقيمته اليوم مثلا بالريال السعودي 188.73، فيكون الحساب كما يأتي: (188.73 * 85 = 16042 ريال سعودي).

أي إن نصاب الزكاة هو: 16042 ريال سعودي، وعليه فإن المال الذي ادّخرته 250000 ريال سعودي هو أعلى من النصاب وتجب فيه الزكاة، أما فيما يخص مرور سنتين عليه فقد مرّ حولَيْن كاملين، لكن يمكنك الآن إخراج زكاة العامين؛ لأن الزكاة مثل الدّيْن، مهما تراكمت تبقى في ذمّة صاحبها.

ولا تسقط الزكاة إلا بأدائها وإبراء الذمة، ومقدار الزكاة الواجب إخراجها هو 2.5%؛ أي يجب ضرب المبلغ ب 2.5% كما يأتي: (25000 * 2.5% = 625 ريال سعودي)، فيجب إخراج هذا المبلغ عن كل عام.

ولا شكّ أنكِ تودّي معرفة مصارف الزكاة وأين يجب إنفاقها، وهي ثمانية مصارف جاءت في آيةٍ واحدة، قال -تعالى-: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ). "سورة التوبة: 60"

إذاً فهي تُعطى للفقراء، والمساكين، والمُؤلَّفة قلوبهم؛ أي الذين دخلوا في الإسلام حديثاً، وعاملي الزكاة، ولفكّ وتحرير الرّقاب، وللغارمين؛ أي من تراكمت ديونهم، وفي سبيل الله، ولابن السبيل المنقطع عن وطنه.