ما هو فضل الاستغفار قبل صلاة الفجر؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بارك الله فيكِ على هذا السؤال، وتقبل منكِ صالح الأعمال، وثبتك على طاعته، اعلمي أخيتي الكريمة أنَّ النصوص الشرعية سواء من الكتاب أو السنة النبوية قد حثّت على الاستغفار في وقت السحر؛ أي قبل طلوع الفجر، وفيما يأتي ذكر ذلك:

1. إنَّ الاستغفارفي الأسحار سببٌ من أسباب استحقاق المسلم للجنة، حيث قال الله تعالى: (وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ). [الذاريات:18]
2. إنّ الله -عزَّ وجلَّ- مدح عباده المستغفرين في الأسحار، وبيَّن أنَّهم من المطيعين له، حيث قال تعالى: (الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ).[آل عمران:17]
3. إنَّ الاستغفار في الأسحار سببٌ من أسباب مغفرة الذنوب، ودليل ذلك الحديث الصحيح الذي ذكره البخاري في صحيحه عن أبي هريرة عن رسول الله أنَّه قال: (يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، يقولُ: مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له؟ مَن يَسْأَلُنِي فأُعْطِيَهُ؟ مَن يَستَغْفِرُني فأغْفِرَ له؟).

حياكم الله السائل الكريم، ووفقكم إلى طاعته، وجعلنا وإياكم من عباده القانتين والمستغفرين المقبولين، ومن المعلوم أنّ وقت الأسحار، والثلث الأخير من الليل هو وقت التجليّات والَقبول؛ إذ ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا؛ ليكون أقرب إلى عباده، وقد ثبت في فضل ذلك آيات وأحاديث كثيرة، نذكر منها ما يأتي:

أولاً: الأسحار وقت دعاء وقرب من الله، ووقت استغفار وإجابة

1. قال الله -تعالى-: (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بالعَشِيّ وَالإِبْكارِ)، "سورة غافر: 55" فالاستغفار وصية الله لنبيه -صلى الله عليه وسلم.
2. قال الله -تعالى-: (وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ). "سورة الذاريات: 18"
3. قوله الله -تعالى-: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا). "سورة المزمل: 6"
4. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فيَقولُ: مَن يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ له، مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له). أخرجه البخاري
5. عن عمرو بن عبسة -رضي الله عنه- أنّه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (أقرَبُ ما يكونُ الرَّبُّ مِن العبْدِ في جَوفِ اللَّيلِ الآخِرِ، فإنِ استطَعْتَ أنْ تكونَ ممَّن يَذكُرُ اللهَ تعالى في تلك الساعةِ فكُنْ). أخرجه الترمذي وصحّحه الألباني

ثانياً: الاستغفار سبب لتفريج الهموم وسعة الرزق

1. قال الله -تعالى-: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَـهَ إِلَّا اللَّـهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ). "سورة محمد: 19"
2. قال الله -تعالى-: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا). "سورة نوح: 10-12"
3. عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن لزمَ الاستغفارَ، جعلَ اللَّهُ لَهُ من كلِّ ضيقٍ مخرجًا، ومن كلِّ همٍّ فرجًا، ورزقَهُ مِن حيثُ لا يحتسِبُ). أخرجه أبو داوود وسكت عنه، وكل ما سكت عنه فهو صالح للاحتجاج

ثالثاً: سيد الاستغفار جزاؤه الجنة

1. عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (سَيِّدُ الِاسْتِغْفارِ: اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ. إذا قالَ حِينَ يُمْسِي فَماتَ دَخَلَ الجَنَّةَ - أوْ: كانَ مِن أهْلِ الجَنَّةِ - وإذا قالَ حِينَ يُصْبِحُ فَماتَ مِن يَومِهِ مِثْلَهُ). أخرجه البخاري
2. عن عبد الله بن بُسر -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (طُوبى لِمن وَجَد في صَحيفتِه استِغفارًا كثيرًا). أخرجه ابن ماجه حديث صحيح