وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وجعلك الله من أهل القرآن والإيقان والإحسان، وتقبل منك الأوراد والأذكار، قال الإمام النووي في كتابه -الأذكار-:
- "تستحبُّ حضورمجلس الختم لمن يقرأ ولمن لا يحسن القراءة، كما شهد النساء الحُيَّض الخير ودعوة المسلمين يوم العيد".
- "إنَّ الدعاء يستحبَّ عند ختم القرآن ويستجاب".
- "صحَّ عن بعض التابعين في الكوفة أنَّهم كانوا يصبحون صائمين في اليوم الذي يختمون فيه".
وذُكر أن انس بن مالك- رضي الله عنه-، كان عند ختم القرآن يجمع أهله ويدعو، وذُكر عن حميد الأعرج أنّه قال: "من قرأ القرآن ثم دعا أَمَّنَ على دعائه أربعة آلاف ملك".
لذلك فإن الاجتماع للتلاوة ولسماع القرآن، والتذاكر في شأن القرآن الكريم وأحكامه، ثمّ الدعاء والتأمين عليه؛ يعدّ من دواعي رضا ربنا -سبحانه-، فالدعاء مُتوسلاً بما تلوت وقرأت أدعى للقبول؛ فإنَّ التوسل بالأعمال الصالحة مُجمع على جوازه.
وتلاوة القرآن الكريم فرادى وجماعات لها فضل عظيم عند الله -تعالى-، فعند التلاوة والذكر تتنزَّل الرحمات، وتغشى السكينة الحاضرين، وتعلوا الملائكة رؤوس الذاكرين والتالين. عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما جلس قومٌ مجلسًا يذكرونَ اللهَ فيه إلَّا حفتهُم الملائكةُ وتغشتهُمُ الرحمةُ وتنزلَتْ عليهم السكينةُ وذكرَهُم اللهُ فيمن عندَه). صحيح ابن ماجة
ومما يجدر الإشارة به أنَّه لا يوجد حديث صحيح ينصُّ على دعاءٍ خاصٍّ بعد الختمة، فلنتخيَّر من الدعاء أنفعه وأبركه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آه وصحبه أجمعين.