ما هو حكم حلق شعر المولود في المذاهب الأربعة؟

حياك الله و بارك الله لك في المولود، وشكرت الواهب، وبلغ أشده ورزقت برّه، أما الجواب على سؤالك، فيرى جمهور الفقهاء من المالكيّة والشافعيّة والحنابلة، أنّ حلق شعر المولود مُستحب في اليوم السابع؛ لما ورد عن سمرة بن جندب -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (كلُّ غُلامٍ رَهينةٌ بعَقيقَتِه، تُذبَحُ عنه يَومَ سابِعِه، ويُحلَقُ ويُسَمَّى). "أخرجه أبو داود، صحيح"

وذهب عامّة فقهاء الحنفيّة إلى عدم مشروعية حلق شعرالمولود في اليوم السابع، كما قال الإمام ابن عابدين -وهو من الحنفية-: "يُستحب لمن ولد له ولد أن يسميه يوم أسبوعه ‌ويحلق رأسه ويتصدق عند الأئمة الثلاثة بزنة شعره فضة أو ذهبا"، وتفصيل أقوال الأئمة من فقهاء المذاهب الثلاثة، يمكن اختصاره، فيما يأتي:

1. مذهب المالكيّة

المشهور من مذهب المالكية استحباب حلق شعر المولود في اليوم السابع، وذلك مشروع عندهم للذكر والأنثى سواء، ويتصدّق وليّ المولود بوزن الشعر ذهباً أو فضة، فإن لم يتيسر الحلق أو لم يُرِد الولي حلق شعر المولود، فإنّه يٌقدّر وزن الشعر تقديراً، ويتصدّق بوزن ما قدّره ذهباً أو فضة، حتى وإن لم يحلق شعر المولود، وذكر بعض فقهاء المالكية عن الإمام مالك رأياً كرأي الحنفيّة، والمشهور عندهم استحباب الحلق.

1. مذهب الشافعية

يرى فقهاء الشافعيّة استحباب حلق شعر المولود في يوم السابع، ذكراً كان المولود أو أنثى على المشهور عندهم، ويرى بعض فقهاء الشافعية عدم مشروعيّة حلق شعر الأنثى؛ لأنّ به تشويها لخلقتها، فلم يستحبّوا حلق شعرها، فإنّ حلق الشعر يُستحب له أن يتصدّق بوزنه ذهباً أو فضة، والذهب أولى وأحسن.

1. مذهب الحنابلة

يرى فقهاء الحنابلة استحباب حلق شعر المولود في اليوم السابع وذلك مستحب للذكر خاصة، ولا يستحبّ للمولود إن كانت أنثى؛ لأنّهم يعتبروه تشويهاً لها، وذهب الحنابلة إلى أنّه يتصدّق بوزن الشعر فضة؛ لأنّ الحديث لم يذكر الذهب، وذكر الفضة خاصّة.