الحمد لله الذي منَّ عليك، وبارك الله لك بولدك، وجعله من الصالحين البارين بوالديه، وجعلك الله ممن صبر فى الضراء وشكر فى السراء، فقد جاء في الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له)، فإنما يتقلب المسلم فى حياته بين عبادة الصبر والشكر.
أما الشكر فإنه مما ينبغي للمسلم الحرص عليه لِما له من عظيم الأثر في إدامة النعم بل وزيادتها أيضًا، قال -تعالى- في "سورة إبراهيم: 7": (وَإِذ تَأَذَّنَ رَبُّكُم لَئِن شَكَرتُم لَأَزيدَنَّكُم)، ومن أعظم النعم التي يُشكر الله -سبحانه وتعالى- عليها هي نعمة المولود الجديد، وهناك العديد من أدعية الشكر على هذه النعمة ومنها:
- قوله تعالى: (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ). "سورة النمل: 19"
- قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي حدث به النووي ـرحمه الله ـ في كتابه الأذكار عن معاذ بن جبل ـ رضي الله عنهـ: (اللَّهمَّ أعنِّي على ذِكرِكَ، وشُكرِكَ، وحسنِ عبادتِكَ).
- اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، لك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن، لك الحمد حتى ترضى، فأهلٌ أنت أن تُحمَد، وأهلٌ أنت أن تُعبَد.
- اللهم إنا نحمدك حمدًا لشكرك أداءً ولحقك قضاءً ولحبك رجاءً ولفضلك نماءً ولثوابك عطاءً.
- الحمد لله ما لاح في السماء نجمُه، الحمد لله ما نبض قلبٌ بذكره، الحمد لله ما غرق عبدٌ بفضله، الحمد لله حمدًا طابت به الأرواح والأجساد.
- اللهم لك الحمد على ما قدرت لنا وقضيت، ولك الحمد على ما أنعمت به علينا وأعطيت، لك الحمد وحدك أن كَفيت وأغنَيت.
- الحمد لله حمدًا طابت به الأحوال، وتحققت به الآمال، وصار البعيدُ به قريبًا وفي المنال.
- الحمد لله حمدَ الشاكرين، والحمد لله في كل وقت وحين، والحمد لله حمدًا يليق برب العالمين، حمدًا يُزهِرُ فينا من الرضا حدائقَ وبساتين، ويُديمُ فينا نِعمَ الحامدين.