ما هو الدعاء بأسماء الله مستجاب؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، الأدعية المستجابة كثيرة، وكذلك الأدعية التي بأسماء الله -تعالى- كثيرة، منها ما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام أحمد في المسند عن ابن عمر أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:

(مَا قَالَ عَبْدٌ قَطُّ إِذَا أَصَابَهُ هَمٌّ وَحَزَنٌ: اللهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبْدِكَ، ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ ‌عَلَّمْتَهُ ‌أَحَدًا ‌مِنْ ‌خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي، إِلَّا أَذْهَبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَ حُزْنِهِ فَرَحًا).

والله -تعالى أعلم.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، إنّ دعاء العبد ربّه عبادة مهمة يؤجر عليها، وندعوك لاستخدام أسماء الله -تعالى- في دعائك بحسب الحاجة التي تطلبها، فهو أقرب للاستجابة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لِلَّهِ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ اسْمًا، مِائَةٌ إلَّا واحِدًا، لا يَحْفَظُها أحَدٌ إلَّا دَخَلَ الجَنَّةَ، وهو وَتْرٌ يُحِبُّ الوَتْرَ)، أخرجه البخاري عن أبي هريرة.

ويعني ذلك معرفة معانيها والعمل بمقتضياتها؛ فإن كان الدعاء للرزق تدعوه باسمه الرزاق، وإن كان لمغفرة الذنوب والخطايا تدعوه باسمه الغفور، وهكذا، وورد عن النبي أحاديث فيها دلالة على أن الدعاء بها مستجابٌ -بإذن الله تعالى-، ومن ذلك:

1. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْألُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أنَّكَ لا إله إِلَاّ أَنْتَ، الأَحَدُ، الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَكَ كُفُواً أَحَدٌ. فَقَالَ النَّبِيُّ-صلى الله عليه وسلم-: "لَقَدْ سَأَلْتَ اللهَ بِالاسْمِ الذِي إذَا سُئِلَ بِهِ، أَعْطى، وَإِذا دُعِى، أَجَابَ) . أخرجه الترمذي عن بريدة بن الحصيب الأسلمي وقال: حسن غريب.

1. قيل: كنتُ معَ رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- جالسًا ورجلٌ قائمٌ يصلِّي، فلمَّا رَكَعَ وسجدَ وتشَهَّدَ دعا، فقالَ في دعائِهِ: (اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ بأنَّ لَكَ الحمدَ لا إلَهَ إلَّا أنتَ المنَّانُ بديعُ السَّماواتِ والأرضِ، يا ذا الجلالِ والإِكْرامِ، يا حيُّ يا قيُّومُ، إنِّي أسألُكَ)، فَقالَ النَّبيُّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- لأصحابِهِ: (تَدرونَ بما دعا؟) قالوا: اللَّهُ ورسولُهُ أعلَمُ، قالَ: (والَّذي نَفسي بيدِهِ، لقد دعا اللَّهَ باسمِهِ العظيمِ، الَّذي إذا دُعِيَ بِهِ أجابَ، وإذا سُئِلَ بِهِ أعطى). أخرجه الألباني عن أنس بن مالك وقال: صحيح.

1. (اللهمَّ ربَّ السَّماواتِ السَّبْعِ وربَّ العرشِ العظيمِ إلهُ أو ربُّ كلِّ شيءٍ مُنْزِلَ التَّوراةِ والإنجيلِ والفرقانِ فالِقَ الحَبِّ والنَّوى أعوذُ بك مِن شرِّ كلِّ شيءٍ أنت آخِذٌ بناصيَتِه اللهمَّ أنت الأوَّلُ فليس قَبلَك شيءٌ وأنت الآخِرُ ليس بعدَك شيءٌ وأنت الظَّاهِرُ فليس فوقَك شيءٌ وأنت الباطِنُ فليس دونَك شيءٌ اقضِ عنَّا الدَّينَ وأغْنِنا مِنَ الفقرِ). أخرجه مسلم عن أبي هريرة وقال: صحيح.

1. (اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ). أخرجه مسلم عن ثوبان مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: صحيح.

والله تعالى أعلم.