ما هو إخفاء النون الساكنة؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلاً بك أيها السائل الكريم، إن علم التجويد هو علمٌ يختص بكيفية قراءة القرآن الكريم؛ بحيث يتطرَّق إلى كلِّ حرفٍ في القرآن الكريم، ويضع له القواعد الكفيلة بإبراز جمال وبلاغة القرآن الكريم، ومن هذه الأحكام حكم الإخفاء؛ الذي يُعدُّ من أحكام التجويد ويكون في النون الساكنة.

يُقصد بالإخفاء لغةً: الستر والخفاء، أمّا في الإصطلاح: فهو النطق بالحرف بصفةٍ تكون بين الإظهار والإدغام، خاليةً من الشِّدة مع بقاء الغنة عند النطق بالحرف، ويكون موضعه إذا جاء أحد حروفه بعد حرف النون الساكنة، أو تنوين الفتح أو الضم أو الكسر، فيقوم القارء بإخفاء هذه النون أو التنوين وإبقاء صفتها.

وحروف الأخفاء هي: "ص، ذ، ث، ك، ج، ش، ق، س، د، ط، ز، ف، ت، ض، ظ"، فإذا سُبقت هذه الحروف بنونٍ ساكنةٍ أو تنوينٍ؛ فيكون الحكم في هذه الحالة هو الإخفاء، وهذه الحروف مجموعةٌ في أول حرفٍ من كلِّ كلمةٍ في بيت الشعر التالي:

صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما ،، دم طيباً زد فـي تقى ضع ظالماً

وسأذكر لك فيما يأتي بعض الأمثلة على حكم الإخفاء في القرآن الكريم:

1. (فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَفُوًاً غَفُوراً)، "النساء: 43".
2. (وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ)، "الشورى: 43".
3. (بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ)، "سبأ: 15".
4. (إِمّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَو كِلاهُما فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولًا كَريمًا)، "الإسراء: 23".
5. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّـهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)، " محمد: 7".

ويقع الإخفاء بكلمة واحدة مثل: (تَنصُرُوا، يَنصُرْكُمْ) كما في المثال الأخير، وقد يقع في كلمتين كما في باقي الأمثلة مثل: (صَعِيداً طَيِّباً).