أهلاً ومرحباً بك، إنّ كلمة "متكأ" الواردة في قوله -تعالى-: (فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً)؛ [يوسف: 31] تعني: المكان المريح المُهيّأ بالوسائد والفرش، مع الأطعمة والمآكل اللذيذة، وقيل إنّ المقصود فيها الأطعمة والأشربة، وقد وصفت بذلك لأنّ الإنسان إذا تناول طعامه استند على الوسائد واستراح عليها، لذلك كان التعبير بها كناية عن الطعام والشراب.
وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الآية الكريمة تصف ما كان من مكر امرأة العزيز تجاه نسوة المدينة؛ عندما نشرن خبرها وقلنّ: (امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ ۖ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا ۖ إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ)، [يوسف: 30] حيث قامت بإعداد أحسن الأطعمة وألذها، وهيأت المجلس بالوسائد والفرش الفاخرة، ثم أعطت كل واحدة منهنّ سكيناً؛ ليقمنّ بتقطيع الطعام.
وبعد ذلك أدخلت عليهنّ النبي يوسف -عليه السلام-؛ فلمّا رأينه قطعنّ أيديهنّ من شدة ذهولهنّ بحسنه وجماله -عليه السلام-، وبهذا برّرت امرأة العزيز موقفها تجاه فتاها، وقالت لهنّ: (فَذَٰلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ ۖ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ ۖ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ). [يوسف: 32]