هل كلمة الفائزون في قوله تعالى: (أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ) تشبه مفهوم الفوز الدنيوي الذي نعرفه، أم ما هو معناها في سياق الآية؟
0
هل كلمة الفائزون في قوله تعالى: (أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ) تشبه مفهوم الفوز الدنيوي الذي نعرفه، أم ما هو معناها في سياق الآية؟
0
0
حياك الله -تعالى- وأهلاً بك السائل الكريم، قال الله -تعالى-: (لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ)، "الحشر: 20" والفوز هنا قريب جداً من الفوز الدنيوي، من حيث المعنى واللغة.
أما عن تفسير هذه الكلمة في سياق الآية الكريمة عند علماء التفسير، فقد قالوا فيها عدة معانٍ وتأويلات قريبة من بعضها، وسنذكرها لك فيما يأتي:
قال إنَّ أَصحاب الْجَنَّة هُمُ الْفَائِزُونَ؛ وفسَّرها بالناجون المُسلِمون من عذاب الله -عز وجل-؛ وذلك بسبب عدم استواء الذين يعملون الصالحات مع الطاغين والمفسدين ومرتكبي السيئات، وعدم وضع المتقين مع الفجّار والظالمين في كفّة واحدة، وبسبب عدم تساوي الأعمى عن آيات الله مع البصير بها.
قال في تفسير أصحاب الجنة هم الفائزون؛ أي إنهم سيكونون -بإذنه تعالى- من المقرَّبين المكرَّمين عند رب العالمين، وقال أيضاً إن معنى الفوز هنا هو النجاة والسلامة من نار جهنم.
قال الطبري: لا يعتدل أهل المعاصي والسيئات مع أهل الجنة والحسنات، فأهل الجنة هم الفائزون والمُدرِكون لما طلبوا وأرادوا وسعوا من أجل تحقيقه، وهم الناجون مما كانوا يَحذَرُوا في الحياة الدنيا؛ أي حذَرُهُم من غضب الله -سبحانه وتعالى- وعذابه وعقابه.
لا يستوي أصحاب النار المعذَّبون، وأصحاب الجنة المنعَّمون؛ لأن أصحاب الجنة هم الظافرون بكل مطلوب، الكاسِبون لرضوان ورحمة رب العالمين وغفرانه، الناجون من كل مكروه ومن أية شرور.
وإنّ الفوز في الحياة الدنيا قد يعني النجاح، أو الظَفر والنيل بشيء أو أمر ما، وقد يدل على حصول الشخص على مراده وهدفه وطموحه، أو الوصول للشيء المطلوب وعلى مبتغاه وما يتمنى، وقد يعني أيضاً النجاة من الشرّ والظفر بالخير، وضدُّه الخسارة والهلاك.
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.