أهلاً ومرحباً بك، إنّ المقصود ببكة في الآية الكريمة هي مكة المكرمة؛ فقد كان من عادة العرب أن تُعاقب بين الميم والباء؛ نحو قولهم: النبيط والنميط، وأمر راتب وراتم، والغمطة والغبطة، وقد سمّيت مكة المكرمة ببكة لعدة أسباب حسب أقوال أهل العلم؛ ومن ذلك:
- لأنهّا تبك أعناق الجبابرة؛ أي تذلهم.
- لأنّ الناس يَبْكُونَ فوق بعضهم البعض من الزحام عند الطواف.
- قيل لأنّ الناس يبك بعضهم بعضاً؛ يصلي الرجال والنساء بعضهم بين يدي بعض ولا يكون ذلك إلا في مكة المكرمة.
وقد تعددت أقوال أهل التأويل بالمقصود في قوله -تعالى-: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ)، [آل عمران: 96] إذ سبق مكة المكرمة بيوت كثيرة؛ فذهب بعضهم إلى أنّ المقصود بذلك: أنّ مكة المكرمة أول بيت يُعبد الله فيه مباركاً وهدى للعالمين.