ما معنى الحوت في سورة الكهف؟

أهلاً ومرحباً بك السائل الكريم، لقد وردت كلمة الحوت في سورة الكهف أكثر من مرة، وتعني: السمكة الطبيعية التي أُمِر فتى موسى -عليه السلام- أن يحملها، وقد كان فقدها علامةً على مكان الخضر، والآيات التي ذُكِر فيها الحوت في سورة الكهف هي:

1. قال -تعالى-: (فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا). [الكهف:61]
2. قال -تعالى-: (قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا). [الكهف:63]

إذْ كان موسى -عليه السلام- وفتاه يُكملان سيرهما، فلمّا تعبا جلسا عند صخرةٍ، وتذكّرا الحوت الذي أمر موسى -عليه السلام- فتاه أن يأتي به قوتاً لهما، لكنّ الحوت دبّت فيه الحياة وقفز إلى البحر، واتّخذ منه طريقاً مفتوحاً له، فكان أمره ممّا تعجب منه العقول، وكان فقده دليلاً على مكان العبد الصالح الذي يبحث عنه موسى -عليه السلام-.

وقد دلّ على ذلك ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، إذْ لمّا أوحى الله -تعالى- لنبيّه موسى -عليه السلام- أن يتعلّم من العبد الصالح في مجمع البحرين، قال له النبي موسى: (... أَيْ رَبِّ كيفَ لي بهِ؟ فقِيلَ له: احْمِلْ حُوتًا في مِكْتَلٍ، فَحَيْثُ تَفْقِدُ الحُوتَ فَهو ثَمَّ، فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقَ معهُ فَتَاهُ، وَهو يُوشَعُ بنُ نُونٍ، فَحَمَلَ مُوسَى عليه السَّلَامُ، حُوتًا في مِكْتَلٍ وَانْطَلَقَ هو وَفَتَاهُ يَمْشِيَانِ حتَّى أَتَيَا الصَّخْرَةَ، فَرَقَدَ مُوسَى عليه السَّلَامُ وَفَتَاهُ، فَاضْطَرَبَ الحُوتُ في المِكْتَلِ، حتَّى خَرَجَ مِنَ المِكْتَلِ، فَسَقَطَ في البَحْرِ...). [أخرجه مسلم]