سمعت من أحد الأصدقاء أن هناك آداباً لأكل التمر، وقد تكلّم عن حديث أكل التمر الفردي، وعن عدد حبات التمر في اليوم، وأريد التأكّد من ذلك، فما كيفية أكل التمر في السنّة؟ مع الشكر.
0
سمعت من أحد الأصدقاء أن هناك آداباً لأكل التمر، وقد تكلّم عن حديث أكل التمر الفردي، وعن عدد حبات التمر في اليوم، وأريد التأكّد من ذلك، فما كيفية أكل التمر في السنّة؟ مع الشكر.
0
0
حياك الله السائل الكريم، هناك عدّة سنن وآداب عند الطعام والأكل، وأوضّح لك ما يخصّ آداب أكل التمر في السنّة النبوية فيما يأتي:
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: (كانَ رسولُ الله صلَّى الله عليهِ وسلَّمَ يُفطِرُ علَى رُطَباتٍ قبلَ أن يصلِّيَ، فإن لم تكن رُطَباتٌ فعلى تَمراتٍ...)، [أخرجه أبو داود، حسن صحيح] وكان -عليه الصلاة والسلام- يحثّ على التصبّح بأكل سبع تمرات، فمن فعل ذلك لم يضرّه سحر -بإذن الله-، ففي الحديث: (مَن تَصَبَّحَ كُلَّ يَومٍ سَبْعَ تَمَراتٍ عَجْوَةً، لَمْ يَضُرَّهُ في ذلكَ اليَومِ سُمٌّ ولا سِحْرٌ). [أخرجه البخاري]
يرى بعض أهل العلم أنّ هذه السنّة مقيّدة بيوم عيد الفطر، ولكن صحّ في الحديث السابق عموماً حثّ النبي على أكله بالعدد سبعة في الصباح، أمّا ما يدلّ على أكل النبيّ الكريم للتمر بعدد فردي قبل خروجه لصلاة عيد الفطر ما رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه-، إذ يقول: (أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليهِ وسلَّمَ كانَ لا يخرُجُ يومُ الفِطرَ حتَّى يأكلَ تمراتٍ، ويأكلُهُنَّ وِترًا). [أخرجه ابن خزيمة في صحيحه]
إذ كان النبيّ يقول: (نِعمَ سحورُ المؤمنِ التَّمرُ)، [أخرجه أبو داود، وصحّحه الألباني] وقال -عليه الصلاة والسلام-: (إذا أفطَر أحدُكم فليُفطِرْ على تمرٍ فإنْ لم يجِدْ فيلحس حَسوةً مِن ماءٍ). [أخرجه ابن حبان في صحيحه]
حيث أعطى أحد الناس للنبيّ -صلى الله عليه وسلم- تمراً قديماً، فجعل النبيّ يفتّشه ويُزيل السّوس عنه، فعن أنس -رضي الله عنه- قال: (أتيَ النَّبيُّ صلَّى الله عليهِ وسلَّمَ بتمرٍ عتيقٍ، فجعلَ يفتِّشُهُ، يخرجُ السُّوسَ منهُ). [أخرجه أبو داود، وصحّحه الألباني]
وهذا الأمر خاص إذا كان الشخص باستضافة أحد، وقيل إنّ العلّة في ذلك أن الطعام الموجود قد يكون قليلاً، فيُحرَجُ بذلك صاحبه، فإذا استأذنه الشخص بأكل تمرتين جاز بلا كراهة، وهذا الفعل محمولٌ على الاستحباب عند الجمهور، ففي الحديث: (نَهَى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَقْرُنَ الرَّجُلُ بيْنَ التَّمْرَتَيْنِ جَمِيعًا، حتَّى يَسْتَأْذِنَ أصْحَابَهُ). [أخرجه البخاري]
إذ جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه كان يُلقي النّوى في مكانٍ آخر غير طبق التّمر، ويُستحبّ فعل ذلك اقتداءً بالنبيّ الكريم، وعلّل الترمذي ذلك بأنّ النبيّ أراد أن يعلّم الناس بالنوى قد يخالطه رطوبة الفم، فإذا جُعِل في نفس الطبق ربما عافته الأنفس.
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.