ما صحة قصة فرضية الصلاة؟

بسم الله الرحمن الرحيم، لقد جعل الإسلام للصلاة مكانةً رفيعة، ومنزلة كبيرة، فهي عَمود الدين، وهي الرُّكن الثاني من أركان الإسلام، أما بالنسبة لسؤالك: ما صحة قصة فرضية الصلاة؟؛ فقد فُرضت الصلوات الخمس في ليلة الإسراء والمعراج قبل الهجرة.

جاء في حديث الإسراء الصحيح والمشهور: (فَفَرَضَ اللَّهُ -عزَّ وجلَّ- علَى أُمَّتي خَمْسِينَ صَلَاةً، فَرَجَعْتُ بذلكَ، حتَّى مَرَرْتُ علَى مُوسَى، فَقالَ: ما فَرَضَ اللَّهُ لكَ علَى أُمَّتِكَ؟ قُلتُ: فَرَضَ خَمْسِينَ صَلَاةً، قالَ: فَارْجِعْ إلى رَبِّكَ، فإنَّ أُمَّتَكَ لا تُطِيقُ ذلكَ). "متفق عليه"

وقد راجع الرسول -صلى الله عليه وسلم- ربه حتى وصل عدد الصلوات المفروضة إلى خمس صلوات فقط، وقد بيّن هذا الحديث أن الصلوات في بداية الأمر كانت خمسين صلاة، ثم خففها الله -جلّ وعلا- عن عباده رحمةً بهم، ورأفةً بحالهم، حتى أصبحت خمس صلوات، وهذه القصة صحيحة وقد ثبتت صحتها في صحيحي الإمام البخاري ومسلم.

والصلاة من أهمِّ العبادات وأعظمها عند الله -جلّ وعلا-، وإنَّ العبد أقربُ ما يكون من ربه -جلّ وعلا- وهو ساجد، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (‌أقرب ‌ما ‌يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء). ^[١]

وهي أولَ ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله: صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر)."أخرجه الترمذي، حسن"

من أجل ذلك فقد أعد الله -تعالى- الثواب العظيم، والأجر الكبير للمُحافظ على صلاته، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمسًا، ما تقول ذلك يُبقي من درنه؟ قالوا: لا يُبقي من درنه شيئًا، قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهنّ الخطايا). "أخرجه البخاري"

ووعد تاركها بالإثم العظيم والعقاب الأليم، قال -تعالى-: (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ)، ^[٢] وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (بين الرجل وبين الشرك والكفر؛ ترك الصلاة). "أخرجه مسلم"