ما حكم ممارسة العادة السرية؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ذهب أكثر أهل العلمِ إلى القول بحرمة ممارسة العادةِ السرية، مستدلينَ على ذلك بعددٍ من الأدلة الشرعية، وفيما يأتي بيانها لكِ:

1. الدليل الأول

قال الله -تعالى-: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْعَادُونَ)، "سورة المؤمنون: 5-7" ووجه الدلالةِ من الآية الكريمة أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- حصر إباحة الاستمتاع بالزوجةِ والأمةِ، وبناءً على ذلك فإنَّ كلَّ استمتاعٍ فيما سواهما يكون حكمه حرام، بل إنَّ القرآنَ الكريم سمَّاه اعتداء، ولا خلاف بين أهل العلمِ على أنَّ الاعتداءَ محرمٌ.

1. الدليل الثاني

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ؛ فإنَّه له وِجَاءٌ)، "أخرجه البخاري" ووجه الدلالة من الحديث الشريف أنَّ النبيَّ وجه من لا يستطيع الزواج إلى الصيام فقط، ولو كانت العادة السرية مُباحة لوجَّه النبيَّ الشبابَ إليها.

1. الدليل الثالث

ورد عن عبادة بن الصامت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّ قال: (لا ضررَ ولا ضِرارَ)، "أخرجه السيوطي، حديث حسن" وقد أثبتَ الأطباءَ أنَّ العادة السرية لها أضرار صحية تؤثر على من يُمارسها، سواء أكان رجلًا أم امرأةً، واعلمي أخيتي الكريمة أنَّ كثرة الاستمناء قد تودي بكِ إلى فقدانِ عذريتكِ.

وفي الختام أخيتي الكريمة فإنِّي أنصحك بالإقلاعِ عن هذه المعصية، وأن تبادري فورًا إلى التوبة النصوح، وأن تبتعدي عن النّظر إلى كُل محرم وعن ما يثير شهوتك، وأنصحكِ بالإكثار من الصيامِ في الفترة المقبلة؛ لما له من أثرٍ عظيمٍ في تهذيب النفسِ وإضعاف الشهوة، وأسأل الله العظيم أن يهديكَ وأن يغفر لكِ، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يعينك على أمر دينك ودنياكِ.