بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
إن الإيمان بالقدر خيره وشره، ركن من أركان الإيمان، وإنكار القدر ولا شك يخرج الإنسان من الملة ويهدم عقيدته، وإن الإيمان بالقدر مرتبته مرتبة الإيمان بالغيب، فكما يؤمن المسلم بالله وملائكته دون استدلال أو قياس على عالم الشهادة عليه أن يؤمن بالقدر.
ولا بد من التأكيد على أن مسألة الإيمان بالقدر لا يمكن علاجها من خلال إخضاعها إلى المنطق والقياس، وإنما يجب معالجتها بنصوص الوحي والتسليم بها دون شك، وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم، أن جبريل لما جاء يعلم الصحابة دينهم سأل رسول الله عن الإيمان فقال: "فأخْبِرْنِي عَنِ الإيمانِ، قالَ: أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، والْيَومِ الآخِرِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ، قالَ: صَدَقْتَ،"
وللاستزادة أخي السائل، فإن للقدر مراتب نوضحها لك
العلم: أي أن الله -سبحانه وتعالى- يعلم القدر، وعلم الله صفة ذاتية ليس له أول، فهو علم أزلي لم يزل موجودًا.
الكتابة: فترتيبها الزمني في مراتب القدر لاحق للعلم، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة. وهو حديث صحيح رواه مسلم
المشيئة والخلق: كما ورد عن أهل العلم أن المشيئة والخلق مقارنتان لوجود الفعل، وأن المشيئة هي الإرادة الكونية التي يكون بها الخلق، إذ قال سبحانه وتعالى: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [يس: آية 82]