ما الفرق بين الجن والشياطين من حيث وظائفهم؟

حًياك الله السائل الكريم، للإجابة على سؤالك لا بد من معرفة معنى الجن والشيطان بدايةً، وسأوجز لك معناهما فيما يأتي:

1. الجنّ

وهو يعني الشيء المختفي والمستتر عن الأعين؛ أي الغائب عن الإنسان، ولإيضاح التعريف أكثر فهو نوع من الأرواح المكلَّفة على نحو ما عليه الإنسان، وأيضاً هم مستترون؛ أي مختفيين وغير ظاهرين للحواس، فلذا نحن لا نراهم على طبيعتهم، أو بصورتهم الحقيقية.

1. الشيطان

إن الشيطان في الأساس جنِّيّ ولكن هناك فرق بينهما يكمن في أنه من الأنواع الفاسقة والفاجرة التي اتَّبعت منهج إبليس المطرود من رحمة الله -عز وجل- كما نعلم.

كما أنّ هناك وظائف عديدة للشيطان الذي سبق تعريفه لك، نذكر تلك الوظائف فيما يأتي:

1. الوسوسة والإضرار بالإنسان.
2. تحريضه على الفجور وعصيان الله -تعالى-.
3. صنع المكائد والوقيعة بين البشر بشتّى الطرق الممكنة.
4. الشياطين منهم الصُّنّاع والعاملين مثل الإنسان؛ حيث جاء في قول الله -سبحانه وتعالى-: (وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَٰلِكَ ۖ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ). "سورة الأنبياء: 82"
5. إيقاع البشر في الذنوب والمعاصي والمهالك والخطايا وإغواؤهم والوسوسة لهم بجميع الطرق الممكنة للبعد عن الله -سبحانه وتعالى- وطريق الهدى، والدفع بهم إلى إتيان المنكرات وتزيينها لهم، وهذه من أبرز الوظائف التي يقوم بها الشيطان.

أما الجني فقد يكون مؤمناً بالله -سبحانه وتعالى- ومؤمناً برسالات الله وأنبيائه كذلك، كما أنه قد يكون مُتَّبِعاً لهدى الله -عز وجل-، وقد يكون منهم من لم يؤمن بالله -عز وجل- ورسالته، فهم على صنفين؛ منهم المؤمنون الكافرون.

قال الله -عز وجلّ- في كتابه الكريم: (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ ۖ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا). "سورة الجن: 14"

وخلاصة الكلام أن الجنّي المؤمن أنّه ليس له مهام شريرة أو مؤذية لبني آدم مثل الشيطان اللعين، والله أعلم.