سمعت قبل فترة عن التتار، وأردت معرفة أصول التتار، وعندما بحثت عنهم، وجدت أنّ لهم أصول تركية وأنهم يتحدثون اللغة التركية، فهل هذا صحيح؟ وهل هناك فرق بين التتار والأتراك؟ وما الفرق بين التتار والترك؟
1
سمعت قبل فترة عن التتار، وأردت معرفة أصول التتار، وعندما بحثت عنهم، وجدت أنّ لهم أصول تركية وأنهم يتحدثون اللغة التركية، فهل هذا صحيح؟ وهل هناك فرق بين التتار والأتراك؟ وما الفرق بين التتار والترك؟
1
-1
حياك الله السائل الكريم، وأهلا بك، يمكن تعريف الأتراك حالياً بأنهم من يسكنون في تركيا، ويتحدثون اللغة التركية، وغالبيتهم يدينون بالدين الإسلامي مع وجود قلةٍ ممن يدينون بالمسيحية واليهودية، وموطن الترك الأصلي ومنشأهم يعود لأواسط القارة الآسيوية.
والتَّتار القدماء جزءٌ من الترك الذين تنحدر أصولهم منهم ومن شعب القفجاق خصيصاً، أمّا التتار الجدد اليوم فترجع أصولهم للمغول الذين سكنوا معهم لاحقاً وأخذوا من عاداتهم وطباعهم واختلطوا معهم في النسب، لذلك نعتقد أن الترك اليوم يختلفون عن التتار الجدد، أمّا القدماء من التتار الذين انحدروا من الشعب التركيّ، فقد تمت إبادتهم في الغالب إبادةً شبه كليّة.
وسأذكر لك نبذةً صغيرةً عن الترك والتتار فيما يأتي:
وينوه إلى أن مصطلح أو لفظ الترك واسعٌ فيطلق على كافة الشعوب التي تنتمي إلى القارة الأورو آسيوية؛ أي قارة آسيا وقارة أوروبا الذين يتحدثون اللغات التركية كافة، كما يوجد أسماء مختلفة للأتراك باختلاف الأقوام التركية الذين يتحدثون بها، كأتراك الهون، وأتراك الأويغور، وأتراك الخزر، والغوك تُرك، والآفار، والقيرغيز، والكازاخ وغيرهم.
أمّا مصطلح الترك فيطلق على الجماعات منهم مثل: الكازاخ، والأذر، والتتار، والقرقيز، والأتراك، والأويغور، والأوزبك وغيرهم، وهم ممن ينتمون إلى الشعوب التركية القديمة كالسلاجقة، والعثمانيين، والخرز، والبلغار، والآفار، والمماليك، والتيموريون.
وانتشرت لغاتهم التركية بشكلٍ واسعٍ بسبب كثرة ترحالهم وتنقلهم بين البلاد، فأخذت هذه اللغات بالانتشار بسرعةٍ كبيرةٍ في كافة مناطق العالم، وتُعَدُّ منطقة ما وراء النهر في آسيا الوسطى التي تضم اليوم تركمانستان، وأوزبكستان، وكازاخستان، وقيرغيزيا؛ هي مواطن الأتراك الأولى التي انطلقوا منها إلى العالم الإسلامي.
وبعد دخول الأتراك في الدين الإسلامي، أسسوا دولاً إسلاميةً كبيرةً، وأصبح اسم الأتراك عندما يُذكر في أيّ مكانٍ بالعالم يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالإسلام؛ ودليل ذلك ورود مصطلح الأتراك مرادفاً للإسلام في كثيرٍ من النصوص البيزنطية والغربية.
وقد تم وصف الترك من قِبَل العديد من المصادر التاريخية العربية الأولى؛ كالطبري، والمسعودي، وابن خلدون، وبعض كتب الحوليات، وقالوا عنهم أنهم إحدى الجماعات الأعجمية الثلاث التي عرفها العرب الأوائل من الفرس والترك في الشرق، والروم في الشمال والغرب.
ويجب علينا إدراك أن الأتراك هاجروا لمختلف أنحاء الأرض، واختلطوا بكثيرٍ من الجنسيات والأماكن التي هاجروا إليها، فهم من ناحية عرقيةٍ فقدوا صفة العرق الصافي، أو العرق التركي الخالص الأصليِّ.
تُعد اللغة الرسمية للتتار هي اللغة التترية، وهي من اللغات التركية المستخدمة من قبل شعب التتر، ويُقال أن موطنهم الأصليّ يعود للجنوب الشرقيِّ من بحيرة بايكال، ويعيش التتار الجدد اليوم في الفولغا، وآسيا الوسطى، وكازاخستان.
ولكن ما يجب علينا معرفته أنَّ التتار القدماء الذين نتحدث عنهم كانوا أعداءً للمغول، وتمت إبادتهم إبادةً شبه كاملةً من قبل قائدهم جنكيز خان ولم يتبقَّ منهم سوى القليل الذين نجوا بأنفسهم بأُعجوبة وانخرطوا فيما بعد بالشعوب المحيطة بهم؛ فأدى ذلك لضياع نسبهم التتري الخالص.
-1
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.