ما العلاقة بين المستويات اللغوية؟

أتمنى لك التوفيق، اعلم أنّ الدرس اللغوي عبارة عن نظام مُتكامل ينقسم إلى أربعة مستويات: المستوى الصوتي، والمستوى الصرفي، والمستوى التركيبي، والمستوى الدلالي، ولهذه المستويات تفصيلات تتحد مع بعضها البعض لخدمة المعنى إذ يمثل الهدف الأساسي للنص، ولا بدَّ لدارس اللغة والنحو من معرفتها، والوقوف على أهميّة كلّ مُستوى، والعلم بالوظيفة التي يُؤديها وما علاقة كل مستوى بالآخر.

من هنا تُعتبر العلاقة القائمة بين مُستويات الدرس اللغوي علاقة مُتزنة ومُتناسقة، يُمكن من خلالها إدراك نظام الجملة التي تبدأ بالمُستوى الصوتي؛ ذلك المُستوى الذي يتكوّن من وحدات صوتية صغيرة تُسمى بالمورفيمات تقوم بالاتحاد مع بعضها البعض لتقوم بتشكيل المقاطع الصوتية المُنفصلة خارج الجملة والتي تؤدي بدورها إلى تكوين البنى الصرفية للكلمات التي تتشكّل في بناء الجملة.

هذه البنى لا قيمة لها إنْ لم تتشكل في بناء تركيبي؛ حيثُ كلّ بناء له دور ووظيفة مُستقلة يُؤدي إلى ولادة جملة تتكوّن من عدّة كلمات لتقدّم معنىً مُفيداً إذا ما اتحدّت مع بعضها البعض؛ وبهذا فإنّ التركيب يوحي بمعانٍ ودلالات من خلال الأداء الصوتي كالنبر والتنغيم الذي تُؤدّى الجملة من خلاله ؛ حيث يقوم هذا الأداء على تغيير المعاني المفهومة ويعمل على استحداث المعاجم وإثراء اللغة.

كما أنّ البحث اللغوي عند العلماء المُعاصرين يتعامل مع النص على أنّه وحدة واحدة، ولا يُمكن فصل أحد المُستويات اللغوية عن المُستويات الآخرى أو الاكتفاء به دونها؛ إذ إنّ مُعالجة أيَّ قضية لغوية لا بُدّ لها من دراسة المُستويات اللغوية ككُل.