ما الآية الكريمة التي تشير إلى أنّ الله يضع الروح في الجنين؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حياك الله السائل الكريم، ذكر الله -تعالى- الروح في كتابه العزيز فقال: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا)، "الإسراء: 85"، وقد جاءت آياتٌ عديدةٌ تدل على مراحل خلق الجنين وتطوره في الرحم، وعند تفسيرنا وفهمنا لهذه الآيات يكون نفخ الروح في الجنين إحدى مراحل هذا الخلق، وسأذكر لك هذه الآيات فيما يأتي:

1. (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ* ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ* ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ). "المؤمنون: 12-14"

وعند تأمل لفظ "خلقنا" في كل أطوار خلق الجنين؛ فإنها تدل على إحداث خلقٍ وتغييرٍ جديد، لتنتقل إلى طورٍ آخرٍ، فيكون نفخ الروح في المرحلة التي بعد العلقة، وهو أن تصبح هذه العلقة عظاماً، فيتشكل مخلوقاً متكاملاً، وقد نفخ فيه الروح.

ويستحيل أن يكون عظاماً ولحماً ينمو وهو ليس فيه الروح، فكان نفخ الروح في الجنين بعد العلقة، وذلك عندما تتأمل هذا الجزء من قوله -تعالى- في الآية السابقة: (فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً). "المؤمنون: 14"

1. (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً ۚ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى مِن قَبْلُ ۖ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ). "غافر:67"

وفي هذه الآية عندما قال ربنا -تبارك وتعالَى-: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم)، إلى قوله: (ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا)، يدل على أنه ما صار طفلاً متكامل الخلق ونفخت فيه الروح إلا بعد مرحلة العلقة، ويكون نفخ الروح في الجنين بعد مضي أربعين يوماً، والذي توافق مع علم الأجِنَّة المعاصر.

وهذا الذي في الآيتين السابقتين، يتوافق مع الحديث الذي ثبت عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، أن النبي-صلى الله عليه وسلم-، قال: (إنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْماً، ثُمَّ يَكونُ في ذلكَ عَلَقَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يَكونُ في ذلكَ مُضْغَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يُرْسَلُ المَلَكُ فَيَنْفُخُ فيه الرُّوحَ، وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: بِكَتْبِ رِزْقِهِ، وَأَجَلِهِ، وَعَمَلِهِ، وَشَقِيٌّ، أَوْ سَعِيدٌ). "أخرجه مسلم"