ما أحكام المفعول لأجله؟

أستطيع إجابتك من خلال خبرتي في تدريس اللغة العربيّة، إذ إنّ المفعول لأجله أو (المفعول له) مصدرٌ منصوبٌ، يُذْكَرُ لبيان سبب حدث شارَكَهُ في الزمانِ والفاعِلِ مثل: اغتربت طلبًا للحرية، وفيما يأتي توضيح لأحكام المفعول لأجله:

1. حالات نصب المفعول لأجله

يأتي المفعول لأجله منصوبًا (صريحًا) في الحالات الآتية:

1. أن يكون مصدرًا، مثل قوله تعالى: {وَالأرْض وَضَعَهَا لِلأنَامِ}. ^[١]
2. أن يكون المصدر قلبيًّا وهو مصدر من مصادر الأفعال التي تحدث في باطن الإنسان، مثل التحقيرِ والإجلالِ والتعظيمِ والرّهْبَةِ والرَّغْبَةِ والخوفِ والجُرْأةِ والحياءِ والعِلْمِ والجَهْلِ والشَفَقَةِ والوَقاحةِ وما إلى ذلك، على عكس أفعال الجوارح، مثل القيام والجلوس والمشي، مثل: احترمتك لمساعدتك الفقراء.
3. أن يكون زمن الفعل وزمن المصدرُ القلبيُّ مشتركين بنفس الفاعلِ ونفس الزمانِ، مثل: سافرت للعلم.
4. أنْ يكونَ المصْدَرُ القلبيُّ المُشترك مع الفِعْلِ في زمانه وفاعله سببًا لحصوله، ويصلح أن يكون جوابًا لسؤال (لِمَ فعلتَ؟).

1. حالات إعرابيّة غير النصب للمفعول لأجله

يُمكن التعرف على الحالات الأخرى على النحو الآتي:

1. إذا كان المفعول لأجله يُعلّل السبب، ولم يستوفِ شروط النصب، فإنّه عندئذ يُجَرُّ بحرفِ الجر الذي يُفيد التعليل، ويُعدُّ في محلِ نصبٍ؛ لأنّه مفعول لأجله غير صريح، مثل قوله تعالى: {يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ}، ^[٢] وهنا اجتمع المفعول لأجله الصريحُ وغيرُ الصريحِ.
2. يَجوزُ أن يتقدّم المفعولِ لأجلهِ على الفعل (عامله) سَواءٌ جاء منصوبًا أم مجرورًا بحرفِ الجر، مثل (حبًّا في الرسم أتيت) و(لحب الرسم أتيت).
3. إذا تجرّد المفعول لأجله من (ال التعريف والإضافة) فالأكثر أن يأتي منصوبًا، مثل قوله تعالى: {يُنْفقونَ أموالَهُم ابتِغاءَ مَرْضاةِ اللهِ}.
4. إذا اقترن المفعول لأجله بأل التعريف فالأكثر جرُّه، مثل: هاجَرَ للرغبةِ في التجديد.
5. إذا جاء المفعول لأجله مضافًا يجوز نصبُهُ وجَرُّهُ بحرفِ الجرّ، مثل: تركتُ الخمر خِشيةَ اللهِ، أو تركتُ الخمر لخِشيةِ اللهِ، أو تركتُ الخمر من خِشيةِ اللهِ.