لماذا أبواب الجنة ثمانية وأبواب النار سبعة؟

حياكم الله، ورد في القرآن الكريم أنّ عدد أبواب جهنّم سبعة، قال -تعالى-:(لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ)، "الحجر:44" وجاء في الحديث النبوي الصحيح الذي رواه البخاري أنّ عدد أبواب الجنة ثمانية، قال النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم-: (فِي الجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أبْوَابٍ، فِيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّانَ، لا يَدْخُلُهُ إلَّا الصَّائِمُونَ)، لكن لم يرد نص شرعي يبيّن أنّ في اختيار هذه الأعداد سرٌ خاص أو حكمة.

خلق الله- سبحانه وتعالى- ما شاء كيفما شاء وبالعدد الذي شاء، قال -تعالى-:(لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ)، "الأنبياء:23" قال ابن جريج: "لا يسأل الخالق عن قضائه في خلقه، وهو يسأل الخلق عن عملهم"، فلا نسأل لماذا خلق الله -تعالى- السماوات سبع والأرض سبع، بينما خلق حملة العرش ثمانية وأبواب الجنة ثمانية.

ولا نقول أنّ لِجعل الطواف والسعي سبعة أشواط هدف وحكمة، وجعل الصلوات خمس بركعاتٍ مختلفة لهدفٍ وحكمة، فلا نملك إلّا أن نقول كما ذُكر في كتاب الله العزيز(سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ). "البقرة:285"

كما أنّه يُمكن أن نستأنس بأنّ عدد أبواب الجنّة أكثر، فنربط هذه برحمةِ الله -عزّ وجل- الواسعة، والدليل على ذلك ما جاء في الحديث، قال النبي- صلّى الله عليه وسلّم-: (لَمَّا قَضَى اللَّهُ الخَلْقَ، كَتَبَ عِنْدَهُ فَوْقَ عَرْشِهِ: إنَّ رَحْمَتي سَبَقَتْ غَضَبِي). "أخرجه البخاري"

ونقول أبواب الجنة أكثر إذ بشّر الله بها المؤمنين وخصّ الصائمين ببابٍ مخصّصٍ لهم يُسمّى باب الريّان، لكن هذا من التأمل والتدبّر دون الجزم بأنّ هذا السبب، ودون إعطاء أيّ رقم دلالة خير أو شر ودون تقديس، والأفضل أن نترك البحث عن حكمة الأعداد، ونبحث عن طاعات تبلّغنا دخول الجنّة من أيّ أبوابها شئنا.