كيف يكون الإحرام للعمرة من البيت؟

وعليكم السلام ورحمة الله، أسأل الله -تعالى- أن يجعل عمرتكم مقبولة مبرورة، وأن يتمها عليكم بكل يُسرٍ وعافية، وبما أنّ مسكنكم يقع قبل الميقات وخارجه فلا بأس من فِعل سنن الإحرام من منزلكم قبل الوصول للميقات، حتى أنّ أهل العلم أجمعوا على جواز انعقاد نية الإحرام قبل المرور على الميقات، وإن كان الأفضل عند جمهور أهل العلم أن يكون إحرامه من الميقات.

وبما أنّك ستمرّ على الميقات للصلاة، وستقتصر على الغُسل والتطيُّب ولبس لباس الإحرام وصلاة ركعتي سنة الوضوء في المنزل، فهذا لا يعدّ إحراماً ولا ينعقد به الإحرام، بل هو من سنن الإحرام ومقدماته التي تسبق النية، كما أنّه لا يحرم عليك شيء من محظورات الإحرام ما دمتَ لم تعقد النية على الشروع بالعمرة.

وهذا ما يفعله اليوم كثير ممن يسافرون بالطائرة ويؤجلون النية حتى يمرون فوق الميقات، فيعقدون النية في الطائرة قبل تجاوزه، وإذا مررتَ على الميقات تُصلّي ركعتي سنة الميقات، وتتلفظ بالنية بعد الصلاة مقرونة بصيغة التلبية: (لبيك اللهم عمرة)، "أخرجه مسلم"، اللهم فيسّرها لي وتقبلها مني، وصيغة التلبية: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إنّ الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك). "أخرجه البخاري"

أو تكون النية عند الصعود إلى وسيلة النقل؛ لما رواه ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: (أهَلَّ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حِينَ اسْتَوَتْ به رَاحِلَتُهُ قَائِمَةً)، "أخرجه البخاري" وتستمر تلبية إحرام العمرة من وقت النية حتى البدء بالطواف باستلام الركن الأسود.

وتجنّب محظورات الإحرام؛ من لبس المخيط وكل ما يحيط بأعضاء الجسم كالجوارب ونحوها، ويحرم عليه وضع غطاء على الرأس، وتغطية الوجه، والحلق، وتقليم الأظافر، ولبس حذاءٍ يبلغ الكعبين والتطيب والادّهان في الجسم والشعر، والاكتحال عند جمهور أهل العلم، واجتناب الجماع الذي تفسد به العمرة.