كيف يتم الغسل؟

حياك الله السائل الكريم، وأرشَدَك وسدَّدَك للصواب، واعلم أنّ الغسل له هيئتان، إحداهما الصفة الكاملة، وهي المستحبّة اقتداءً بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، والثانية المُجزئة، وهي التي يصحّ الاقتصار عليها ويرتفع بها الحدث الأكبر، ولكنّها لا تشتمل على السنن والمستحبات.

وخطوات الغسل الكامل هي:

1. نيّة الاغتسال، ثمّ التسمية.
2. غسل اليدين ثلاث مرات، ثمّ غسل موطن النجاسة؛ أي الفرج.
3. الوضوء الكامل.
4. صبّ الماء على الرأس مع تخليله والتأكّد من وصول الماء إلى أصول الشعر، ويفعل ذلك ثلاث مرات.
5. صبّ الماء على الشقّ الأيمن ثمّ الأيسر، مع تدليك الجسم باليدين، والتأكّد من وصول الماء إلى كامل البشرة.

ويدلّ على هذه الكيفية أحاديث عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها-، حيث قالت:

1. (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ، غَسَلَ يَدَيْهِ، وتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اغْتَسَلَ، ثُمَّ يُخَلِّلُ بيَدِهِ شَعَرَهُ، حتَّى إذَا ظَنَّ أنَّه قدْ أرْوَى بَشَرَتَهُ، أفَاضَ عليه المَاءَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ سَائِرَ جَسَدِهِ). [أخرجه البخاري]
2. (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ، دَعَا بشيءٍ نَحْوَ الحِلَابِ فأخَذَ بكَفِّهِ، بَدَأَ بشِقِّ رَأْسِهِ الأيْمَنِ، ثُمَّ الأيْسَرِ، ثُمَّ أخَذَ بكَفَّيْهِ، فَقالَ بهِما علَى رَأْسِهِ). [أخرجه مسلم]

ويُستحبّ للمسلم أن يتّبع هذه الطريقة؛ لأنّها الهيئة الكاملة المسنونة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومَن أراد الاقتصار على الهيئة المُجزئة صحّ غسله، وتكون باتّباع خطوتين لا يصحّ الغسل إلا بهما، وهما:

1. نيّة الطهارة من الحدث الأكبر.
2. تعميم الماء على كامل البدن مرةً واحدةً بحيث يغلب على ظنّ المغتسل أنّ الماء قد وصل لكلّ بدنه ولأصول شعره.