كيف نزل آدم وحواء إلى الأرض، وبأي وسيلة؟

حياك الله السائل الكريم، وللإجابة على سؤالك نحتاج لتوضيح مكان الجنة في البداية، فقد تعدّدت آراء العلماء في مكان الجنّة، فمنهم من قال أنها في السماء، وآخرون نصّوا على أنّها في الأرض، ولكل فريقٍ منهم أدلّته من الكتاب والسنّة، وفيما يأتي آراء العلماء وأدلتهم بمكان الجنة التي سكنها آدم -عليه السلام-، وذلك فيما يأتي:

1. الرأي الأول

الجنة التي أسكنها الله -تعالى- آدم عليه السلام عند سلف الأمة وأهل السنة، كما في قوله -تعالى-: (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ)، "سورة البقرة: 35" وهي جنة الخلد التي يدخلها المؤمنون يوم القيامة برحمة الله -عز وجل- ومكانها السماء، وحسب هذا الرأي فإن النزول كان بطريقة لا يعلمها إلا الله وحده، ولم يذكر القرآن طريقة النزول ولكن السلف قد سلّموا بذلك.

ودليلهم أيضاً قوله -تعالى-: (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ)، "سورة البقرة: 36" فقالوا إنّ الهبوط يكون من أعلى إلى سفل، وهذا يؤكد أن الجنة كانت في السماء.

1. الرأي الثاني

قال الشعراوي: "ليست جنة الخلد وإنّما هي جنةٌ ستُمارس فيها تجربة تطبيق المنهج، ولذلك لا يقال: كيف دخل إبليس الجنة بعد أن عصى وكفر، لأن هذه ليست جنة الخلد، ويجب الانتباه إلى ذلك حتى لا يقال إن معصية آدم هي التي أخرجت البشر من الجنة".

والدليل على ذلك قوله -تعالى-: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إني جَاعِلٌ في الأرض خَلِيفَةً) "البقرة: 30"، فاقتضت حكمة الله -عز وجل- بجعل خلافة على الأرض، وقل إنها جنة على الأرض تقع على مكان مرتفع وأخرجهما الله إلى مكان آخر.

وقد تعدّدت آراؤهم أيضًا بمكان وقوعها على الأرض، فهذا الرأي لا يقول أصلًا بأنهم نزلوا من السماء إلى الأرض، فبالتالي لا يوجد وسيلة للنزول لأنهم أصلًا كانوا بجنة على الأرض.