كيف كان الرسول يتعامل مع زوجاته؟

وعليكم السلام ورحمة الله، بارك الله فيكم على هذا الاهتمام ورزقنا حسن الاقتداء، في الحقيقة إنّ الكلام يطول في حق أشرف الخلق والمرسلين، أحسن الناس تعاملاً وليناً وعطفاً، القدوة الأولى في كُلِّ أمر، صاحب الخلق العظيم، والنفس الإنسانية الرفيعة، عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم.

لقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- خير زوجٍ لنساءه، يداعبهنّ ويمازحهنّ، ويحرص على رضاهنّ، ويعدل بينهنّ، ويساعدهنّ في أمور البيت، ويخدمهنّ، وفيما يأتي ذكر عدد من مواقفه -صلى الله عليه وسلم- مع زوجاته، والتي تتجلّى فيها حُسن معاملته معهنّ:

1. كان -صلى الله عليه وسلم- شديد الحرص في التعامل مع غيرة أزواجه عليه، وكانت أشدهنّ غيرة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-، فكانت تكره أن يُرسَل للنّبي الكريم طعام وهو في بيتها، وذات مرة أرسلت إحدى أزواجه -صلى الله عليه وسلم- طعاماً له وهو في بيتها، فغضبت حتّى كسرت الصحن، فتعامل النبي مع هذا الموقف بكل هدوء ورويّة، وطلب منها أن ترسل صحناً غيره.
2. لعبه -صلى الله عليه وسلم- ومُداعبته لأزواجه، فقد ثبت أنّه كان يداعب زوجاته ويقول لهنّ: (أَسْرَعُكُنَّ لَحَاقًا بي أَطْوَلُكُنَّ يَدًا، قالَتْ عائشة: فَكُنَّ يَتَطَاوَلْنَ أَيَّتُهُنَّ أَطْوَلُ يَدًا). "أخرجه مسلم"
3. كان -صلى الله عليه وسلم- إذا أراد السفر أجرى قرعةً بين زوجاته، ومن يقع عليها الاختيار يصحبها معه، من بابِ العدل بينهنّ، وعدم الميل إلى تكرار سفر إحداهنّ على حساب الأُخريات.
4. تقسيمه -صلى الله عليه وسلم- أيام المبيت بين أزواجه، لكلِّ واحدةٍ منهنّ دوراً حتى أنّه عندما مَرِضَ مَرَضَ الموت، استأذنهنّ بأن يكون عند عائشة -رضي الله عنها- فهي الأحبّ إلى قلبه، لكنّ ذلك لم يؤثر على عدله.
5. سعة صدره لما يحدث في بيته من مشاكل، فهو كغيره من البيوت، ففي إحدى المرات طالبته زوجاته بالنفقة والحُلي، ولم يكن يملك في بيته كسرة خبز، فلم ينههنّ أو يحقرهنّ -حاشاه- بل خيرهنّ بين الدنيا ومتاعها، وما عند الله -سبحانه وتعالى- في الآخرة.