كم عدد قتلى التتار في عين جالوت؟

حياك الله السائل الكريم، قام المسلمون في معركة عين جالوت بإبادة جميع جيش المغول بما فيهم قائدهم كتبغا مساعد هولاكو، ويُقدّر عددهم بعشرين ألف مقاتلٍ، وجاءت معركة عين جالوت بعد الانتصارات التي حققها المغول في كل معاركهم السابقة ^[١] .

وكان المغول قد أنهوا الدولة الخوارزمية، وأتبعوا ذلك بدخول بغداد عاصمة الخلافة العباسية، وقتلوا أعداداً هائلةً من المسلمين، وقد كان في مقدمتهم آخر خلفاء الدولة العباسية، وتبعها دخول دمشق واستباحتها، وساروا بعد ذلك إلى مصر؛ لينهوا أيّ بارقة أمل للمسلمين باستعادة عافيتهم واسترجاع أرضهم.

وقد كان النصر في عين جالوت حليفاً للمسلمين بأمر الله -تعالى-، وقيادة البطل المؤمن سيف الدين قطز -رحمه الله- ملك دولة المماليك الناشئة، ومعاونة المماليك وعلى رأسهم ركن الدين بيبرس، ودعاء وعلم الإمام العز بن عبد السلام.

وقد سبق المعركة رسالة مليئة بالعجرفة والتكبر من هولاكو تأمر المماليك بتسليم مصر، فأمر سيف الدين قطز بقتل حاملي الرسالة ووضع رؤوسهم عند أبواب المدينة، كردٍ عمليٍّ على رسالتهم.

وبعدها تجهَّز الجيشان لِلِّقاء، ففرض قطز عليهم سير المعركة؛ حيث خدعهم بإرسال ركن الدين بيبرس على قوة تشتبك بالعدو، وقام قطز بإخفاء بقية جيش المسلمين.

وبعد قتالٍ عنيفٍ دار بين بيبرس ومقدّمة جيش التتار، تراجع بيبرس بمن معه، فظن كتبغا قائد التتار بأنّه انتصر على جيش المسلمين فأمر جنده بملاحقة المسلمين، وهذا ما أراده قطز، فأحاط بقوات التتار من كل الجهات، لتبدأ معركة الإبادة لجيش التتار.

وظهرت في هذه المعركة الروح الإيمانية العظيمة في صفوف المسلمين؛ حيث كانت صيحات "وا إسلاماه، وا إسلاماه" التي أطلقها سيف الدين قطز، يتردد صداها؛ لتحفيز المؤمنين على القتال، وما زالت مقولة قطز التي تقطر إيماناً: "من للإسلام إن لم نكن نحن" تقرع مسامع الجند، فيبذل كلٌّ منهم ما يستطيع حتى تنتصر راية الحق.