0

هل يمكن ذكر آيتين متشابهتين في المعنى ومختلفتين في المحتوى؟

السلام عليكم، أنا رجل أبلغ من العمر أربعين سنة، وأحب القرآن وأحب معرفة تفسيره وإعجازه ومجمله ومتشابهاته، فهل يمكن ذكر آيتين متشابهتين في المعنى ومختلفتين في المحتوى؟

10:20 19 ديسمبر 2021 353 مشاهدة

0

إجابات الخبراء (1)

0

إجابة معتمدة
سندس أبو محمد
سندس أبو محمد . الشريعة
تم تدقيق الإجابة بواسطة رنا عتيق 10:20 19 ديسمبر 2021

حياكم الله السائل الكريم، زادكم الله رفعةً وتفقهاً، يوجد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي يُظَنُّ أنها متشابهة، لكن عند التمحيص والنظر في تفسيرها، وبيان معانيها، ومناسبتها للسياق الذي جاءت فيه، يتبين لنا أنها تختلف عن بعضها البعض، ولكلّ منها معنىً خاص بها دون غيرها.


وعلى سبيل المثال نذكر آيتين من سورة البقرة، فيقول الله -سبحانه وتعالى-: (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ* صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ)، "البقرة: 17-18" ويقول -سبحانه-: (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ). "البقرة: 171"


ونجد في هاتين الآيتين الكريمتين أنهما قد وصفتا من تحدثت عنهم بأنهم: (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ)، فكلا الفريقين يتخذون موقفاً واحداً تجاه الحق؛ فهم صم وبكم وعمي، يعرضون عن الحق، ويرفضون الخضوع له، وينظرون إليه نظراً باطلاً، فهم لا يستخدمون أبصارهم وأسماعهم في الوصول إليه، فأبوا إلّا الضلال والخسران.


ولكن الآية الأولى اختُتِمت بـ: (فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ)، والثانية اختتمت بـ: (فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ)، وأما التفريق بينهما في المعنى نلخّصه فيما يأتي:


(صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ)

  1. جاءت للحديث عن صفات المنافقين ومواقفهم.
  2. المنافقون يحاولون ظاهريًا اتباع الإسلام لكن بعيون لا تُبصر، فهم لا يحاولون الرجوع إلى الحق وإلى الفطرة السليمة والتوبة من نفاقهم، لذلك وصفهم المولى -سبحانه- بعدم الرجوع.
  3. كان سلب الرجوع عن المنافقين؛ لأنهم آمنوا ثم كفروا بنفاقهم، فلم يرجعوا بعدها إلى الإيمان الصادق.


(صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ)

  1. جاءت للحديث عن الكافرين وتشدّدهم.
  2. الكافرون لا يستخدمون عقولهم، ولا يحاولون التفكير في الطرق التي توصلهم إلى الإيمان، لذلك وصفهم المولى -سبحانه- بأنهم لا يعقلون.
  3. كان سلب العقل عن الكافرين؛ لأنهم لم يكونوا من أصحاب البصيرة والنظر والتفكر في ملكوت الله -سبحانه- الموصل للإيمان.

0

لماذا كانت الإجابه غير مفيده
0/ 200
لقد تجاوزت الحد الأقصى من الحروف المسموحة
رجوع
أسئلة ذات صلة