السلام عليكم، أنا رجل أبلغ من العمر أربعين سنة، وأحب القرآن وأحب معرفة تفسيره وإعجازه ومجمله ومتشابهاته، فهل يمكن ذكر آيتين متشابهتين في المعنى ومختلفتين في المحتوى؟
0
السلام عليكم، أنا رجل أبلغ من العمر أربعين سنة، وأحب القرآن وأحب معرفة تفسيره وإعجازه ومجمله ومتشابهاته، فهل يمكن ذكر آيتين متشابهتين في المعنى ومختلفتين في المحتوى؟
0
0
حياكم الله السائل الكريم، زادكم الله رفعةً وتفقهاً، يوجد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي يُظَنُّ أنها متشابهة، لكن عند التمحيص والنظر في تفسيرها، وبيان معانيها، ومناسبتها للسياق الذي جاءت فيه، يتبين لنا أنها تختلف عن بعضها البعض، ولكلّ منها معنىً خاص بها دون غيرها.
وعلى سبيل المثال نذكر آيتين من سورة البقرة، فيقول الله -سبحانه وتعالى-: (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ* صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ)، "البقرة: 17-18" ويقول -سبحانه-: (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ). "البقرة: 171"
ونجد في هاتين الآيتين الكريمتين أنهما قد وصفتا من تحدثت عنهم بأنهم: (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ)، فكلا الفريقين يتخذون موقفاً واحداً تجاه الحق؛ فهم صم وبكم وعمي، يعرضون عن الحق، ويرفضون الخضوع له، وينظرون إليه نظراً باطلاً، فهم لا يستخدمون أبصارهم وأسماعهم في الوصول إليه، فأبوا إلّا الضلال والخسران.
ولكن الآية الأولى اختُتِمت بـ: (فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ)، والثانية اختتمت بـ: (فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ)، وأما التفريق بينهما في المعنى نلخّصه فيما يأتي:
(صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ)
(صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ)
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.