إن الداء هو ابتلاء من الله -عز وجل-، يبتلي به بعض عباده تمحيصاً لذنوبهم ورفعاً لدرجات الصابر منهم، وقد أقرّت السنة النبوية التداوي بالرقية من جميع أمراض الجسد والنفس، فعن أسامة بن شريك قال: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أنتداوى؟ فقال: (تداوَوا عبادَ اللَّهِ فإنَّ اللَّهَ سبحانَهُ لم يضع داءً إلَّا وضعَ معَهُ شفاءً إلَّا الْهرمَ) صحّحه الألباني
وعن جابر -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- -قال: (لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل). أخرجه مسلم في صحيحه
والنفس البشرية لا تحيط بأسرار قوتها وضعفها وما يؤثر فيها فيسقمها إلا خالقها -سبحانه وتعالى-، وقد أثبت العلم بالتجربة تأثير الوهم والخوف على أصل المرض وعلى شدته، يقول ابن القيم: "إن الأرواح متى قويت، وقويت النفس والطبيعة تعاونا على دفع الداء".
من هنا كان للقرآن الذي هو كلام خالق هذه الروح الأثر الكبير على استقرارالنفس وسكينتها، فلا شك أن النفس تأنس به، وتطمئن وتقوى لسماعه، يقول -تعالى-: (الَّذينَ آمَنوا وَتَطمَئِنُّ قُلوبُهُم بِذِكرِ اللَّـهِ أَلا بِذِكرِ اللَّـهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ) [الرعد : 28] ويقول -تعالى-: (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ) [فصلت: 44] أي؛ إنه هداية لهم عن الضلال وشفاء لأنفسهم من الأسقام.
لذلك يسنّ لكل مريض بأمراض النفس والجسد أن يأخذ بأسباب العلاج الطبية والشرعية، موقناً بأن الداء والدواء بيد الله -سبحانه- يُصيب به من يشاء، ويصرفه عمن يشاء، وأن يحسن الظن بالله -عز وجل- مستنّاً بسيدنا إبراهيم -عليه السلام- في توجّهه لله بقوله: (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) [ الشعراء: 80].
وندعو الله -عز وجل- أن يمنَّ على زوجك وعلى مرضى المسلمين بالشفاء التام العاجل، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.