توفي والدي قبل شهرين، وأشعر بصعوبة بالغة في تقبل موته خاصة بعد سوء أحوال العائلة بعده، ولا نريد أن يعلم والدي بسوء أحوالنا من بعده، فلو سمحتم أجيبوني على هذا السؤال: هل يعرف الميت في قبره أحوال أهله في الدنيا؟
0
توفي والدي قبل شهرين، وأشعر بصعوبة بالغة في تقبل موته خاصة بعد سوء أحوال العائلة بعده، ولا نريد أن يعلم والدي بسوء أحوالنا من بعده، فلو سمحتم أجيبوني على هذا السؤال: هل يعرف الميت في قبره أحوال أهله في الدنيا؟
0
0
نعم يعلم الميت أخبار أهله في الدنيا وهو في قبره، وذلك من خلال سؤال من لحق به من الموتى من أهله، فيقول: ما فعل فلان وفلانة، فيعلم منهم أخبار أهله، وقد ورد في السنة المطهرة ما يدل على سماع الميت لكلام الحيّ في بعض الأحوال، إذ ورد في الحديث الصحيح أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر بقتلى المشركين يوم بدر فأُلقوا في قليب -أي بئر لم تُطوَ؛ أي لم تُبنَ بالحجارة من الداخل-.
ثم جاء القليب فجعل ينادي الكفار بأسمائهم وأسماء آبائهم: (يا فلان بن فلان، ويا فلان بن فلان، أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله؟! فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقّاً، فهل وجدتم ما وعد ربكم حقّاً؟! قال: فقال عمر: يا رسول الله، أتكلِّم أجساداً لا أرواح لها؟! فقال: والذي نفس محمد بيده، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم). "أخرجه البخاري"
وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه، وإنه ليسمع قرع نعالهم). "أخرجه البخاري"
نستنتج من هذين الحديثين إثبات سماع الموتى في بعض الأحوال، كما رود أنّ عمرو بن العاص -رضي الله عنه- أوصى بالوقوف عند قبره بعد أن يُدفن مقدار ما ينحر جزور؛ ليستأنس بالواقفين عند مراجعة رُسل ربه له.
وقد شرع النبي لأمته إذا سلّموا على أهل القبور أن يسلموا عليهم سلام من يخاطبونه فيقولون: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وهذا خطاب لمن يسمع ويعقل، ولولا ذلك لكان هذا الخطاب بمنزلة خطاب المعدوم والجماد، والسلف مُجمعون على هذا، وقد تواترت الآثار عنهم بأن الميت يعرف زيارة الحي له ويستبشر به.
وعليه، فليس بالضرورة أن يعلم والدكم بأحوالكم بعد موته، وحتى وإن علم فلا يضره تغير أحوالكم بعد موته -إن شاء الله-.
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.