الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، السائلة الكريمة، يُشكر لكم حرصكم على تربيتكم لأولادكم وتأديبكم لهم واهتمامكم بهم، وما تقومون به هو مما وجب عليكم تجاه أولادكم، وإذا كانت ابنتك تؤمن بفرضية الحجاب ثم تقول هي فقط من يحاسب فهذا فهم غير صحيح وذلك لأن الله -تعالى- أمر الذين آمنوا أن يبعدوا أهلهم عن النار.
- قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّـهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)، "سورة التحريم: 6" ولابنتكم حفظها الله -تعالى- وهداها أن تتأمل ذلك.
فإذا الوالدان لم يفرضا على أولادهما أحكام الدين فعلى من تنطبق الآية إذاً؟ ويقال لها أنها محاسبة هي قطعا وهي آثمة بذلك لرفضها الالتزم بأمر لله -تعالى- ورفضها أن يؤدبها والداها، ويكون ذلك بالصبر عليها وإرشادها للحق بالإقناع والحجة.
- ولعل الأفضل لابنتكم حفظها الله -تعالى- أن تطلع على الآيات القرآنية الآمرة بالالتزام فقد قال -تعالى-: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّـهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا). "الأحزاب: 36"
وأمر الله -تعالى- ليس لنا رفضه أو الاختيار فيه، وذلك لأن الله -تعالى- يعلم ما فيه خير لنا فأمرنا به، ومن تمام إيمان ابنتكم حفظها الله أن تتفهم ذلك وتلتزمه.
وقد ثبت في السنة المشرفة عدد من الأحاديث التي تُبين دور الأهل ومسؤوليتهم تجاه أولادهم ومنها:
- عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن عال ثلاثَ بناتٍ فأدَّبَهنَّ وزوَّجَهنَّ وأحسَن إليهنَّ، فله الجَنَّةُ). "أخرجه السيوطي وحسنه"
- عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (كُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مسئول عن رَعِيَّتِهِ، والأمِيرُ راعٍ، والرَّجُلُ راعٍ علَى أهْلِ بَيْتِهِ، والمَرْأَةُ راعِيَةٌ علَى بَيْتِ زَوْجِها ووَلَدِهِ، فَكُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مسئول عن رَعِيَّتِهِ). "متفق عليه"