هل يجوز أن يكون المحرم في العمرة معاقًا عقليًا؟

وعليكم السلام ورحمة الله، تقبل الله منكم عمرتكم، مُحرم المرأة المطلوب في السفر أو في الحج والعمرة يجب أنّ يكون بالغاً عاقلاً على الراجح من أقوال أهل العلم، وقد نص عدد من الفقهاء على ذلك، نلخص أقوالهم بما يأتي:

1. قال ابن قدامة -رحمه الله-: "ويشترط في المحرم أن يكون بالغاً عاقلاً".
2. سُأل الإمام أحمد -رحمه الله-: "أفيكون الصبي محرماً؟ قال: لا، حتى يحتلم لأنه لا يقوم بنفسه فكيف يخرج مع امرأة؟! وذلك لأن المقصود بالمحرم حفظ المرأة، ولا يحصل إلا من البالغ العاقل فاعتبر ذلك".
3. وقد ورد في مذهب الحنفية: "ولا عبرة بالصبي والمجنون لأنه لا تتأتى منهما الصيانة".
4. وفي مذهب الشافعية قالوا: "وينبغي عدم الاكتفاء بالصبي؛ لأنه لا يحصل معه الأمن على نفسها، إلا في مراهق ذي وجاهة، بحيث يصل معه الأمن لاحترامه".

أما عن دليل وجوب وجود المحرم لسفر المرأة؛ فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (لَا يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ أَنْ تُسَافِرَ ثَلَاثًا إلَّا وَمعهَا ذُو مَحْرَمٍ منها)،"أخرجه مسلم" وفي رواية أخرى: (لَا يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤْمِنُ باللَّهِ وَالْيَومِ الآخِرِ، تُسَافِرُ مَسِيرَةَ يَومٍ وَلَيْلَةٍ إلَّا مع ذِي مَحْرَمٍ عَلَيْهَا). "أخرجه مسلم"

وقد نقل الإجماع عن أهل العلم بتحريم سفر المرأة لوحدها، واستثنوا من ذلك:

1. السفر للحج والعمرة.
2. الفرار من دار الشرك.
3. الخوف على النفس.
4. في حال الأسر أو الحرب، فلها السفر حينها مع من هو مسافر.
5. كما أنهم استثنوا المرأة الكبيرة في السن وأجازوا سفرها بمحرم أو بدون؛ لأن المرأة الشابة مظنة شهوة، والكبيرة في السن لا يكون ذلك في حقها.

وإن كانت هذه العمرة الأولى أو ما يسميه العلماء "بعمرة الإسلام" فلك السفر مع رفقة مأمونة، وأن تأمني على نفسك شر الطريق؛ فقد أجاز الشافعية سفر المرأة مع النسوة الثقات لأداء العمرة الواجبة، أو الحج الواجب.