السلام عليكم، يصادف في هذا الإسبوع ذكرى المولد النبوي، وخطرت ببالي فكرة أن أصوم هذا اليوم احتفالاً بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم، لكن أريد سؤالكم هل هناك فضل لصيام يوم المولد النبوي؟
1
السلام عليكم، يصادف في هذا الإسبوع ذكرى المولد النبوي، وخطرت ببالي فكرة أن أصوم هذا اليوم احتفالاً بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم، لكن أريد سؤالكم هل هناك فضل لصيام يوم المولد النبوي؟
1
1
وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته، جزاكِ الله خيرًا أخيتي على نيتكِ الطيّبةِ تلك، في البداية أودُّ شكركِ على سؤالك هذا، ولتطبيقك أمر الله -تعالى- حيث قال: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)، [النحل: 43] واعلمي أخيتي الكريمة أنَّه لم يثبت في القرآن الكريم، ولا في السنّة النبويّة المطهرة نصٌ يُثبت فضلًا في صيام يوم المولد النبوي.
واعلمي أختي الكريمة أنَّ قيامك في عبادةٍ معيّنةٍ في يومٍ مخصوصٍ لم يأتِ الشرعُ الحنيف بتخصيصه، بنيّة التقرّب إلى الله -عزَّ وجلَّ- يعدُّ بدعةً محدثةً في الدين، ودليل ذلك ما جاء في الحديث الصّحيح الذي أورده البخاري في صحيحه أنَّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (مَن أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليسَ فِيهِ، فَهو رَدٌّ)، ومن هذا المنطلق فإنِّي أنصحكِ بعدمِ صيامِ يومِ المولد النبوي، ظنًا منكِ أنَّها عبادةٌ لها فضلٌ مخصوص، لئلَّا تقعي في المحذور.
بينما لو صادف يوم المولد النبوي يومًا جاء الشرع باستحباب صيامه، أو يومًا كانت لكِ عادةُ صيامه، فلكِ أن تصوميه، كأن يأتي يومَ المولد النبوي في يومِ الإثنينِ، أو أن يُصادف أحد أيام البيض من كلِّ شهر، فلكِ صيامه، لكن بنيةِ صيامَ اليومِ الذي جاء الشرعُ باستحباب صيامه، لا بنيةِ صيامَ يومِ المولد النبوي.
واعلمي أخيتي الكريمة أنَّ هناكَ الكثيرَ من العبادات التي يُمكن لكِ القيامَ بها والتي تستطيعي من خلالها إظهار محبتكِ لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وتوقيره من غير أن تقعي في البدعةِ المحرّمة، مثل تعلُّم سننه وتطبيقها في كلِّ الأيَّام وليس في يومٍ واحدٍ، والإكثار من الصّلاةِ عليه ولا سيّما في يومِ الجمعةِ، وقراءة سيرته العطرة وتعلُّمها وتعليمها للغير ولا سيّما للأطفال لتحبيبهم بنبيِّهم الكريم.
1
1
حياك الله السائل الكريم ونفع بك، فإنّ تخصيص يوم المولد النبوي بالصيام يحتمل أمرين، وذلك فيما يأتي:
وهذا يوم أجاز فيه العلماء الاحتفال، عن طريق تلاوة الآيات الكريمة، والتذكير بسيرة المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، وذكر الشمائل المُحمّدية، ويجوز الإنشاد إذا كان في مدح النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد كان الصحابي حسان بن ثابت شاعر رسول الله وكان يمدحه في المسجد.
وقد ذهب بعض العلماء إلى جواز الاحتفال بالمولد النبوي، وإلى جواز تخصيصه بالصيام، وقاسوا صيام الثاني عشر من ربيع الأول على صيام يوم الاثنين الذين جاءت به الشريعة.
وقد ورد في شرح مسلم للإمام النووي: "جواز إنشاد الشعر في المسجد إذا كان مباحاً واستحبابه إذا كان في ممادح الإسلام وأهله" وتقديم الحلوى وما فيه إظهار السرور والفرح وتذكير الصغار وتحبيبهم برسول الله، هذه ذكرى تحمل في طيَّاتها ما يُهيِّج مشاعر المسلمين نحو رسول الله حبَّاً وشوقاً.
مثل هذا التخصيص الذي جاءت به الشريعة وأخبرنا به النبي -عليه الصلاة والسلام-، ثبت في الحديث عن أبي قتادة -رضي الله عنه- ضمن حديث قالَ: (وَسُئِلَ- يعني رسول الله - عن صَوْمِ يَومِ الاثْنَيْنِ؟ قالَ: ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ، أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ). " أخرجه مسلم"
فيوم الإثنين مشروعٌ صيامه كما جاء في هذا الحديث، وأحاديث أخرى كذلك، جاء فيها عن فضل صيام يوم الاثنين والخميس لأنَّها الأيام التي تٌرفع فيها الأعمال إلى الله -تعالى-، ودليل ذلك: (أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سُئل عن صوم الاثنين؟ فقال: فيه ولدت وفيه أُنزل عليّ). "أخرجه البخاري"
1
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.